[ما حكم كلمة المطوع]
ـ[أبو إسحاق الشاذلي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 04:39 م]ـ
أرجو من المشايخ الأفاضل و طلاب العلم أن يرشدونا الى حكم كلمة المطوع حيث رأيت عدد من الأخوة ينفر منها و البعض يستخدمها لتنقص المستقيمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 11 - 10, 08:41 م]ـ
الأخ الكريم ..
رابط قد يفيد:
هل لقول العامة (مطوّع) أصل .. ؟ ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17887)
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[13 - 11 - 10, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول من باب المدارسة لا الفتوى:
لمعرفة حكم اطلاق كلمة (مطوع) على شخص بعينة لا بد أن نعرف معنى هذه الكلمة لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
فأقول مستعينا بالله:
قال في النهاية: أصلُ المُطّوِّع: المُتَطَوِّع فأدْغِمَت التاءُ في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرُّعا من نَفْسه. وهو تفُّعل من الطَّاعة اهـ
فإن قلت هذه بكسر الواو والذي في السؤال بفتحها
قلت: يحتمل أن يكون هذا أصلها ولكن نطقت باللهجة العامية بالفتح.
وعلى كل سيتبين معناها أكثر مما سيأتي بإذن الله.
في اللسان: (طوع) الطَّوْعُ نَقِيضُ الكَرْهِ طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب كلاهما مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ ولا فِعْل لطاعٍ ........... ثم قال: والمطاوعة الموافقة ....... ثم قال: ورجل مطواع أي مطيع. اهـ
وفي المعجم الوسيط: (طاع) فلان طوعا انقاد. اهـ
وفي القرآن قال تعالى (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) قال الأَزهري: الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء ...... . اهـ
وقال تعالى (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ) أي سمحت وسهلت وقيل انقادت في قتل أخيه. كما في اللسان
وقال (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ).
وفي الحديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
فالخلاصة أن كلمة (مطوع) تدل على الانقياد والاستسلام والموافقة لمن يأمره وينهاه
فإذا اطلقها الناس على شخص بعينة تبادر إلى الذهن أنه مطيع لربه.
فالكلمة فيها تزكية للشخص وقد ورود النهي عن التزكية والثناء في وجه من يخشى عليه
قال تعالى (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)
وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَسْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ فُلاَنًا فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَوْ مُسْلِمٌ» أَقُولُهَا ثَلاَثًا. وَيُرَدِّدُهَا عَلَىَّ ثَلاَثًا «أَوْ مُسْلِمٌ» ثُمَّ قَالَ «إِنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِى النَّارِ». متفق عليه
و عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَجُلاً ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - يَقُولُهُ مِرَارًا - إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبُهُ اللَّهُ، وَلاَ يُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا. متفق عليه
بل روى مسلم بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمَّيْتُ ابْنَتِى بَرَّةَ فَقَالَتْ لِى زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِى سَلَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ هَذَا الاِسْمِ وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ». فَقَالُوا بِمَ نُسَمِّيهَا قَالَ «سَمُّوهَا زَيْنَبَ».
فعلى هذا إذا قال لك أحد (يا مطوع) فالسنة أن تحثو في وجهه التراب - لكن احذر من ........ -.
فإن قيل: هل يطلق اسم (مطوع) في وجه من لا يخشى عليه الفتنة؟
أقول قبل الإجابة:
قد ورد في الكتاب و السنة نصوص قد يستنط منها أسماء لفاعل التطوع والخير والهدى ونحوه منها:
قوله تعالى (من يهدى الله فهو المهتدي) فسماه الله مهتدي
وقوله تعالى (فاستقم كما أمرت) وكقوله صلى الله عليه وسلم (قل أمنت بالله ثم استقم)
فقد يستنبط منه التسمية بمستقيم
بل سبق ذكر قوله تعالى (فمن تطوع .. ) فيستنبط منه اسم (مطوع) وهو ما في السؤال.
وقد يوجد غيرها ولكن لا أقصد حصرها.
فلماذا لا نسمي بها من وجد فيه التطوع والاستقامة من الناس؟
فالجواب عن هذا السؤال والذي قبله: أنه لم يعهد من الشارع إطلاق هذه الأسماء على أشخاص بأعيانهم و لم ينقل عن الصحابة تسمية بعضهم بعضا بـ (مطوع) أو (مستقيم) أو (مهتدي) -في علمي القاصر -وفيهم خير الناس بعد الأنبياء.
فإن ثبت شيء من ذلك فالأولى الاقتصار على ما ثبت فقط.
فالتسميات الشرعية أولى قال تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ....... ) الآية على اختلاف في الضمير.
فإن كان ما كتبه صوابا فمن الله وحده وإن كان فيه غلط فمن نفسي والشيطان واستغفر الله عنه.
فمن لديه مزيد من التحرير من طلاب العلم فبها ونعمت وإن وجد فتوى لأهل العلم فالفتوى أفضل والله أعلم.
¥