تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهم مواقع الرياء التي يجب على المسلم الحذر منها للشيخ سمير مرابيع]

ـ[المهدي الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:08 ص]ـ

أهم مواقع الرياء التي يجب على المسلم الحذر منها للشيخ سمير مرابيع


بسم الله الرحمن الرحيم

أهم مواقع الرياء التي يجب على المسلم الحذر منها
بقلم شيخنا ابو وائل سمير مرابيع حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:

الرياء لغة:
راءيت الرجل مراءاة ورياء: أريته على خلاف ما أنا عليه, وقيل: هو أصل يدل على نظر وإبصار بالعين أو بصيرة, وراءى فلان يرائي وفعل ذلك رئاء الناس وهو أن يفعل شيئا ليراه الناس. [راجع اللسان ومعجم مقاييس اللغة].
الرياء في الاصطلاح:
ذكر العلماء تعريفات متقاربة: فالجرجاني يقول في التعريفات: هو ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه, وقال صاحب تيسير العزيز الحميد: الرياء أن يكون ظاهره خيرا من باطنه, أي لملاحظة الخلق.
فمدار جميع التعاريف على أمرين: إرادة غير الله من دون الله أو إرادة غير الله مع الله.
الفرق بين الرياء والسمعة:
الرياء مشتق من الرؤية, فيظهر العبادة لقصد رؤية الناس لها, والسمعة: تتعلق بالسمع, فعمل العمل (من كتابة ونحوها) وهو يريد انتشار خبره رجاء حمد الناس له, بدليل حديث: من سمع سمع الله به, قال البغوي: هو أن يعمل في الخلوة ثم يصبح يحدث الناس بما عمل, بشرط إرادة الثناء أو لغرض دنيوي, أما إن كان القصد تنشيط العالم للسامعين فهذا لا بأس به إن أمن الرياء على نفسه. [راجع الفتح وشرح الأربعين للأنصاري وقواعد الأحكام للعز].
أقسام الرياء وحكم كل قسم:
ينقسم الرياء بالنظر إلى كلام أهل العلم إلى قسمين:
أولا: الرياء المحض أو الخالص أو رياء الإخلاص: وهو ألا يريد بعمله وجه الله تعالى البتة بل الناس فقط.
حكمه: قال ابن رجب: وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام, وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما من الأعمال الظاهرة التي يتعدى نفعها فالإخلاص فيها عزيز.
وهذا القسم لا يخلو دخوله إما على أصل الإيمان والدين فيكون نفاقا وكفرا كما قال تعالى في المنافقين: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} وفي الكفار قال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ}.
وإما أن يدخل على أصل العبادة فلا يقصد من عباداته إلا الناس, فلولاهم ما صلى ولا صام ولا حج ... فهذا شرك أكبر محبط للعبادة قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}. [راجع الجامع لابن رجب وشرح الأربعين وقواعد الأحكام وفتاوى اللجنة 1/ 518 وأنواع الشرك الأصغر لعواد المعتق].
ثانيا: رياء الشرك: وهو أن يريد بعبادته الناس (لدفع مضرة أو جلب منفعة) ورب الناس معا.
حكمه: ذهب بعضهم إلى بطلان عمل من خالطه هذا النوع من الرياء, وفصل فيه ابن رجب فقال –بتصرف-:
إن شاركه من أصله فهو باطل حابط للحديث القدسي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشريكه. وهو قول طائفة من السلف من صحابة وتابعين.
أما إن طرأ عليه الرياء بعد إخلاص فهو على حالتين:
أن يكون الرياء خاطرا عابرا ثم يدفعه فهذا لا يضره بلا خلاف. أو أن يطرأ عليه فيسترسل معه ولا يدفعه فهذا بحسب العبادة:
فإن كان أولها مرتبطا بآخرها كالصلاة والصيام ففيه خلاف, وقد رجحا الإمام أحمد الطبري عدم بطلان عمله وإنما يجازى بالنية الأولى.
وإن كان العمل مما لا ارتباط لأوله بآخره كالذكر ونشر العلم وإنفاق المال, فهذا ينقطع بالرياء الطارئ ويحتاج إلى تجديد النية. [راجع الجامع لابن رجب والقواعد والفروق للقرافي والإعلام لابن القيم].
ذكر بعض ما يقع به الرياء:
لكل شيء آفة والرياء آفة الأعمال والأقوال والأحوال, لذا كان أخفى من دبيب النمل على الصفا. ومجامع ما يتزين به الناس خمسة: [راجع الإحياء للغزالي والتلبيس لابن الجوزي].
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير