تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان أبو حنيفة يرى تفضيل القراءة على الشيخ وتقديمها رتبة على السماع من لفظ الشيخ، وقد رُويت في ذلك آثار عدة عنه منها:

1 - ما رواه الخطيب البغدادي في الكفاية بسنده إلى القاضي أبي يوسف - صاحب أبي حنيفة - قال: قال أبو حنيفة: لأن أقرأ على المحدث أحبّ إليّ من أن يُقرأ عليّ (49).

2 - وقال ابن الصلاح في مقدمته: " فنقل عن أبي حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما ترجيح القراءة على الشيخ على السماع من لفظه، وروى ذلك عن مالك " (50).

3 - وذكر النووي في التقريب أن القول الثالث وهو ترجيح القراءة والعرض على الشيخ على السماع منه محكى عن أبي حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما ورواية عن مالك" (51).

وقال النووي في الإرشاد: " فنُقل عن أبي حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما ترجيح القراءة على الشيخ وهو مروى عن مالك " (52).

4 - وقال ابن كثير: " وعن مالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب أنها أقوى " (53).

5 - وذكر البلقيني في المحاسن أن ترجيحها على السماع مروي عن أبي حنيفة وغيره (54).

6 - وقال العراقي في فتح المغيث: " وذهب ابن أبي ذئب وأبو حنيفة النعمان بن ثابت إلى ترجيح القراءة على الشيخ على السماع من لفظه، وحكى ذلك عن مالك أيضاً - حكاه عنه ابن فارس " (55).

7 - وذكر السخاوي أن ابن أبي ذئب والإمام أبا حنيفة قد رجّحا العرض على السماع لفظاً، ثم قال: " فروى السليماني من حديث الحسن بن زياد قال: كان أبو حنيفة يقول: قراءتك على المحدّث أثبت وأوكد من قراءته عليك، إنه إذا قرأ عليك فإنما يقرأ على ما في الصحيفة، وإذا قرأت عليه فقال: حدّث عني ما قرأت فهو تأكيد " (56).

8 - وقال السيوطي في التدريب: " وحُكي الثالث وهو ترجيحها عليه عن أبي حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما " ثم ذكر السيوطي أن البيهقي في المدخل روى عن مكى بن إبراهيم قال: كان ابن جريج وعثمان بن الأسود وحنظلة بن أبي سفيان وطلحة بن عمرو ومالك ومحمد بن إسحاق وسفيان الثوري وأبو حنيفة وهشام وابن أبي ذئب وسعيد بن أبي عَروبة والمثنى بن الصبّاح يقولون: قراءتك على العالم خير من قراءة العالم عليك. واعتلّوا بأن الشيخ لو غلط لم يتهيّأ للطالب الرد عليه (57).

9 - وقال رضي الدين الحنبلي: " ومنها القراءة عليه وهي أرفع منه – يعني من السماع– عند أبي حنيفة رضي الله عنه خلافاً للجمهور إذ عكسوا " (58).

10 - وقال زكريا الأنصاري: " وابن أبي ذئب مع أبي حنيفة النعمان بن ثابت قد رجّحا العرض على السماع لأن الشيخ لو سها لم يتهيأ للطالب الرد عليه إما لجهله أو لهيبة الشيخ أو لغير ذلك " (59).

11 - وقال على القاري: " فرجّحها - أي القراءة على الشيخ - على السماع - لفظ الشيخ - وهو مذهب الإمام أبي حنيفة " (60).

ولقد رُوي عن أبي حنيفة رأي آخر وهو مساواة القراءة على الشيخ للسماع من لفظه في الرتبة، وممن ذكر ذلك من علماء الحديث الآتي:

1 - القاضي الرامهرمزي في المحدث الفاصل الذي قال: " سمعت الساجي يقول: رُوي عن أبي حنيفة أنه قال: إذا قرأت فقل: حدثني. وحكى عن ابن كاس - في بعض الروايات - عن أبي حنيفة أنه قال: قراءتك على المحدث، وقراءة المحدث عليك سوء، ألا ترى أنك تقرأ الصكّ على المشهود عليه فنقول: أشهد عليه بما فيه؟ فيقول: نعم، ويسعك أن تشهد عليه، وتقول: أقرّ عندي كما تقول لو قرأ هو عليك الصكّ؟ قال: وهذه الحجة في كتاب الإقرار أيضاً " (61).

2 - الخطيب البغدادي في كفايته حيث روى بسنده إلى مكي بن إبراهيم قال: كان أبو حنيفة يرى القراءة على العالم وقراءته عليك سواء (62).

كما رُوي عن أبي حنيفة رأى غير مشهور وهو ترجيح السماع من لفظ الشيخ على القراءة عليه وأنها في مرتبة ثانية بعده. قال القاضي عياض: " وذهب جمهور أهل المشرق وخراسان إلى أن القراءة درجة ثانية، وأَبَو من تسميتها سماعاً وسمّوها عرضاً، وأَبَو من إطلاق حدثنا فيها، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة في أحد قوليه والشافعي وهو مذهب مسلم بن الحجاج ويحيى بن يحيى التميمي " (63).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير