تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثٌ من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبرُ على محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل). أخرجه الديلمي

7 - (عن أبي الزناد قال: لما اشتد المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة قال لعمه العباس: «يا عم امض إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل، وأن يمنعوني ويؤوني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به»، فقال له العباس: نعم، فأنا ماض معك، حتى أدلك على منازل الأحياء قال محمد بن الحسين: فذكر حديث عرضه على القبائل قبيلة قبيلة، فكل لم يجبه، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ثم انصرف عنهم، اختصرت أنا الحديث قال فيه: فلما جاء العام المقبل لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة النفر الخزرجيون: أسعد بن زرارة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، والنعمان بن حارثة، وعبادة بن الصامت، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، في أيام منى عند جمرة العقبة ليلا، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله عز وجل، وإلى عبادته، والمؤازرة على دينه الذي بعث به أنبياءه ورسله، فسألوه أن يعرض عليهم مما أوحي إليه، فقرأ عليهم من سورة إبراهيم: (وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا) إلى آخر السورة، فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا، فأجابوه فمر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهم يكلمونه ويكلمهم، فعرف صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي من هؤلاء الذين عندك؟ قال: «سكان يثرب من الأوس والخزرج، وقد دعوتهم إلى ما دعوت إليه من قبلهم من الأحياء، فأجابوني وصدقوني وذكروا أنهم يخرجونني معهم إلى بلادهم، فنزل العباس وعقل راحلته، ثم قال: يا معشر الأوس والخزرج هذا ابن أخي وهو أحب الناس إلي، ثم ذكر ما جرى بينهم وبين العباس من الخطب الطويل، قال: فقام أسعد بن زرارة وهو أصغر القوم فقال فيما خاطب به العباس: وأما ما ذكرت أنك لا تطمئن إلينا في أمره حتى نأخذ مواثيقنا، فهذه خصلة لا نردها على أحد أرادها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ ما شئت، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ خذ لنفسك ما شئت واشترط لربك ما شئت، فقال صلى الله عليه وسلم: «أشترط لربي عز وجل، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم»، قالوا: فذلك لك يا رسول الله قال: فقال العباس: عليكم بذلك ذمة الله مع ذمتكم، وعهد الله مع عهودكم في هذا الشهر الحرام، والبلد الحرام تبايعونه وتبايعون الله ربكم، يد الله عز وجل فوق أيديكم لتجدن في نصرته، ولتشدن من أزره، ولتوفن له بعهده بدفع أيديكم وصرح ألسنتكم ونصح صدوركم، ثم لا تمنعنكم رغبة أشرفتم عليها، ولا رهبة أشرفت عليكم، ولا يؤتى من قبلكم قالوا جميعا: نعم قال: اللهم إنك سامع شاهد، فإن ابن أخي قد استرعاهم دمه واستحفظهم نفسه، اللهم فكن لابن أخي عليهم شهيدا، فرضي القوم بما أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه، ورضي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قالوا له: يا رسول الله، إذا أعطيناك ذلك فما لنا؟ قال: «لكم رضوان الله والجنة» قالوا: رضينا وقبلنا، فأقبل ابن التيهان على أصحابه فقال: ألستم تعلمون أن هذا رسول الله إليكم، وقد آمنتم به وصدقتموه، فقالوا: بلى قال: أولستم تعلمون أنه في البلد الحرام ومسقط رأسه وعشيرته ومولده، قالوا: بلى، قال: فإن كنتم خاذليه أو مسلميه يوما من الدهر لبلاء ينزل بكم فالآن، فإن العرب سترميكم فيه عن قوس واحدة، فإن طابت أنفسكم عن الأنفس والأموال والأولاد في ذات الله عز وجل، فما عند الله من الثواب خير من أنفسكم وأموالكم وأولادكم فأجاب القوم جميعا: لا، بل نحن معه بالوفاء والصدق، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لعلك إذا حاربنا الناس فيك، وقطعنا ما بيننا وبينهم من الحلف والجوار والأرحام، وحملتنا الحرب على شيشائها، وكشفت لنا عن قناعها، ولحقت ببلدك وتركتنا، وقد حاربنا الناس فيك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «الدم الدم، الهدم الهدم») معضل أخرجه الآجري في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير