تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الناس، أما تذكر يوم كنت خارجا من المسجد الفلاني وتحت إبطك ثوب، وأردت أن تنتعل نعلك فمنعك الثوب من ذلك، فناولتنيه وانتعلت؟!! فقال له: نعم. فخلي وتُرك، ومضوا عنه قال العلامة ابن زكري عقب هذه الحكاية: فأدنى انتساب لهم، وأقل قرب منهم نافع غاية النفع، حتى مصافحتهم وملاقاتهم".

وذكر صاحب "إثمد العينين في مناقب الأخوين" وغير واحد أن: الولي يوم القيامة يكون في موكبه ذاهباً إلى الجنة، فينظر وإذا ببعض العصاة يساق إلى النار –والعياذ بالله تعالى-، فيقف ويأتيه، فيسأله: "هل رأيتني في دار الدنيا؟ "؛ فيقول: "لا"؛ فيقول: هل زرتني؟ فيقول: لا. فيقول: هل سمعت بذكري؟ فيقول: نعم كنت أسمع الناس يقولون: سيدي فلان، فيقول ذلك الولي: امض إلى الجنة. حتى لا يمشي للنار من سمع اسمي في دار الدنيا. فإذا النداء من قبل الباري جل جلاله: "خلو سبيله" فيمضي مع ذلك الولي إلى الجنة.

وفي "المقصد الوريف" أنه: يروى أن رجلاً من أصحاب أبي يزيد كان خياطاً فمات، فريء في المنام بعد موته فقيل له: ما كان من أمرك؟ فقال: لما دفنت وأتاني الملكان يسألاني قلت لهما: كيف تسألاني وقد خطت فرواً لأبي يزيد؟ فانصرفا عني).

====================

وقال: (مدد الميت أقوى من مدد الحي، لأنه على بساط الحق، ولأن التعلق به عري عن الأغراض والعوارض من الاستيناس ونحوه. كما قال لنا شيخنا أبو العباس الحضرمي رضي الله عنه: كرامة الله لأوليائه لا تنقطع بموتهم، بل ربما زادت، كما هو معلوم في كثير منهم").

الولي الميت يتصرف في الكون!!

قال: (تنبيهات: الأول: ذكر غير واحد أن الولي إذا مات انقطع تصرفه في الكون، وما يعطيه الله عز وجل لزائريه إنما هو علي يد بعض أهل التصرف من الأحياء، لكن هذا محمول على غير الأفراد من الكمل، أما هم فيتصرفون أحياءً وأمواتاً).

الغلو في زيارة القبور:

قال: (في كيفية الزيارة وبعض آدابها وما ينبغي للزائر أن يفعل بسببها:

فأقول: قال العلماء –رضي الله عنهم: ينبغي للزائر أن يقعد عند رأس المزور قبالة وجهه، بحيث يستدبر القبلة ثم يقول: "التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات، الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته – يكرر السلام عليه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً ثم يقول: - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين- وينوي بذلك: السلام على كل عبد لله صالح في السماء والأرض، ثم يقول: السلام عليك يا سيدي فلان- إن كان يعرف اسمه، وإلا؛ قال بدل: يا سيدي فلان: يا صاحب هذا القبر، أو: هذا الضريح- ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله"، فإنه إذا تشهد؛ يجلس الولي في قبره متربعاً اعتناء بقضاء حاجته، ويرد عليه جميع ما يقول حتى ينصرف.

ومنها: أن يكون متطهراً طهارة صغرى، لأنها مطلوبة في الدخول على الملوك والعظماء، فأهل الله أحرى.

ومنها: أن يلبس نظيف ثيابه، تعظيماً لشأن الذاهب له منهم، نص على ذلك في "معتمد الراوي".

ومنها: أن يفرغ الزائر قلبه عن كل شيء من أمور الدنيا الدنية، وما لا تعلق له بالزيارة، حتى يصلح قلبه للاستمداد من ذلك الولي.

ومنها: أن يعتقد استمداده من حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. إذ هو المزور على الحقيقة، وهؤلاء إنما هم أبوابه ونوابه وخدام بساطه وحضراته، وهو – صلى الله عليه وسلم- الممد لجميعهم، والمعطي لكل واحد منهم ما يمد به زواره وقصاده على حسب الزائر والمزور).

أما مربط الفرس عند الصوفية، وهو كسب الأموال المحرمة من الجهال والسذج، فقال حاثًا عليه ومؤصلا له!!:

(حكم دفع الأموال عند الأضرحة: مما جربه كثير من الناس لقضاء الحوائج: الإتيان بهدية للولي من فلوس وغيرها. ويدل لصحة ذلك ما في ترجمة الشيخ أبي المواهب الشاذلي من "الطبقات الشعرانية" من أنه كان يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال لي: إذا كانت لك حاجة وأردت قضاءها؛ فانذر لنفيسة الطاهرة –يعني: الشريفة الحسنية، (بفتح الحاء)، المدفونة بمصر- ولو فلساً؛ فإن حاجتك تُقضى". انتهى. قال الشيخ سيدي عبدالمجيد المنالي في رحلته بعد نقله: "وكنت أسمع ذلك على لسان المشايخ قبل أن أقف عليه؛ فكنت أصفه للناس فينتفعون به". انتهى. قلت:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير