تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-الوجه الثالث: إن كلام الشيخ بن باديس حول بعض الصفات وصرف معانيها عن ظاهرها المراد و تفسيرها بآثارها كصفة "الرحمة" حيث قال:" الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن" [12]، وقوله عن صفة "الإعراض" بأنها حرمان الثواب، و صفة "الحياء" بترك العقاب .. الخ [13]. لم يدع مجالا لحمل كلامه على المعنى الحق الحسن، مما يدل دلالة واضحة أن عبارته –السابقة- قصد بها المعنى الفاسد الباطل وهو نفي الظاهر المراد عند السَّلف الصالح الذي يليق بجلال الله و عظمته، والله أعلم.

وبهذا يُعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى- قد أخطأ في عبارته تلك خطأ يتعلق بتوحيد الله - جل وعلا - في أسمائه و صفاته، فلا يجوز متابعته فيه، والواجب التنبيه والتحذير من الخطأ، خاصة مع انتشار الكتاب ووجود من يروج له، والظن الحسن ببعض المشايخ السَّلفيين الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه أن يُحذروا طلبة العلم فضلا عن العامة من زلات العلماء ومنها عبارة الشيخ ابن باديس السابقة، والله الموفق.

نسأل الله - جل في علاه - أن يحفظنا من سيئي الاعتقاد و يجنبنا قبيح الانتقاد، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه الفقير إلى الله تعالى

عبد الحق آل أحمد الجلفاوي

بتاريخ:5/جمادى الأولى/1429هـ

ــــــــــ

الحواشي:

[1]: ينظر: (شرح أصول الإيمان) لشيخنا محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى-.

[2]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.

[3]: ينظر: (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) جمع الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي-رحمه الله تعالى-.

[4]: ينظر: (فتح الباري) للحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله تعالى -.

[5]: ينظر: (مدارج السالكين) لإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى-.

[6]: الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا- هو العدول بها و بجهاتها و معانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادة (لحد) ومنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع منها: إلحاد أهل التعطيل الذين عطلوا الأسماء الحسنى من معانيها، وجحدوا حقائقها. ينظر: (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام بن القيم، تأليف الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى -رحمه الله-.

[7]: ينظر: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-

[8]: (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى".

[9]: (أضواء البيان) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى-.

[10] (الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات) ضمن "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-.

[11]: (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير.

[12] ينظر: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.

[13] ينظر: (مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى-.

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 08, 02:37 م]ـ

تابع لما سبق:

الوجه الرابع: صرح الشيخ ابن باديس - رحمه الله تعالى – كما في تعريفه لكتاب (العواصم من القواصم) للقاضي بن العربي – وهو أشعري العقيدة – بموافقته له عند رده على أهل السنة و رميه لهم بالتشبيه، قال ابن باديس [صفحة (ب - ج) المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة]: " .. وهذا كتاب (العواصم من القواصم) من آخر ما ألف قد سار فيه على تلك الخطة، و جمع فيه على صغر حجمه بين سائر كتبه العلمية فوائد جمة و علوماً كثيرة، فتعرض فيه لآراء في العلم باطلة، و عقائد في الدين ضالة، وسماها قواصم، وأعقبها بالآراء الصحيحة و العقائد الحقة المؤيدة بأدلتها النقلية، و براهينها العقلية المزيفة لتلك الآراء و المبطلة لتلك العقائد و سماها عواصم، فانتظم ذالك مناظرة السفسطائيين و الطبائعيين والإلاهيين، و مناظرة الباطنية و الحلولية، وأرباب الاشارات من غلاة الصوفية و ظاهرية العقائد، و ظاهرية الاحكام، وغلاة الشيعة و الفرقة المتعصبة للاشخاص باسم الاسلام. اهـ

فقوله: " .. وظاهرية العقائد .. " فيه توضيح لما اشتبه من قوله في كتابه (العقائد الإسلامية .. ) بله التصريح بعقيدته في هذه المسألة؛ لأن ابن باديس لو أراد المعنى الحق من قوله: "وبأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد " لعلق و صحح قول القاضي ابن العربي [العواصم .. ص:17، المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة]: " .. وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد هي في طرف التشبيه .. ".اهـ، وقوله: " .. ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت أنه فوق العرش بذاته ".اهـ وغيرها من أقوال القاضي المخالفة لعقيدة السلف الصالح، و الله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير