"لما وقفت على أبيات عديدة، جامعة للمسائل المتفق عليها عند السلف، مفيدة حاوية لأمهات مسائل الاعتقاد، تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ... " اهـ.
والشرح مطبوع بتعليقات الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، ولم يعلق – حفظه الله- على ما ذكره المرداوي، فلعل ذلك منه إقرار على تلك النسبة.
ثانيا: من العلماء من رأى أن نسبة هذه القصيدة لشيخ الإسلام لا تصح، من هؤلاء:
1 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى -، إذ يقول في شرح له على السفارينية ـ في التعقيب على سؤال ورده حول البيت الرابع منها – وهو قول الناظم:
وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل
يقول:
"هذه أولا تحتاج إلى إثبات أنها للشيخ الإمام ابن تيمية، وعلى تقدير ثبوتها، فإن هذا لعله في أول طلبه، لأن القول بأنه قديم، هو المشهور عند أكثر الناس، لكن الظاهر أنها لا تصح – أصلا عن الشيخ" اهـ.
2 - الشيخ بكر أبو زيد؛ حيث ذكرها تحت باب "الكتب المنحولة على شيخ الإسلام"، بدون أي تعليق أو بيان، وذلك في كتابه: "المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية، وما لحقها من أعمال".
ثالثا: من العلماء من توقف في نسبة هذه القصيدة للشيخ – رحمه الله تعالى -، ومن هؤلاء: الشيخ عبد الكريم الخضير، في شرح مفرغ من سلسلة دروس على القصيدة اللامية.
رابعا: لا شكّ أن تفاوت مواقف أهل العلم في صحة نسبة القصيدة اللامية لشيخ الإسلام
يشير إلى أن المستند في إثبات أو نفي النسبة للشيخ – يرحمه الله تعالى – ليس قطعيا، فالذين أثبتوا، إنما أثبتوا بغلبة ظن حصلت لديهم في صحة النسبة، والذين نفوا؛ إنما نفوا كذلك بمثلها.
خامسا: من الأدلة التي استدل بها على نسبة القصيدة لابن تيمية:
1 – تلقي العلماء لها بالقبول، واشتهار نسبتها له – رحمه الله -.
2 – أن النسخ المخطوطة جميعها تعنون بنسبة المنظومة له، وتختم بذلك.
سادسا: من الأدلة التي استدل بها في عدم نسبتها له:
1 – أن أحدا من تلاميذه ومعاصريه لم ينسب القصيدة له، وفيه إشارة واضحة بأنها ليست له.
وأجيب عن ذلك: بأن اعتبار هذا دليلا قاطعا على نفي النسبة ليس دقيقا، من حيث أن كثرة تصانيف شيخ الإسلام جعلت من الصعب إحصاء كل أعماله العلمية؛ خصوصا في مثل هذه القصيدة القصيرة، التي يظن أن مثلها على قصرها قد يغفله العادّ على كثرة المؤلفات.
ولذلك جاء في كلام الحافظ المتقن ابن رجب – رحمه الله تعالى – ما يشير إلى هذا الاحتمال، حيث قال في سياق الكلام عن مصنفات شيخ الإسلام:
"قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعد المعروف منها، ولا ذكرها .. " – وعدّ منها شيئا، ثم قال:
"وأما القواعد المتوسطة والصغار وأجوبة الفتاوى، فلا يمكن الإحاطة بها لكثرتها وانتشارها وتفرقها".اهـ.
وهذا الكلام قويّ في ذبّ هذا الدليل.
2 - جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام نفسه كلام مشعر بأنها ليست من كلامه، إذ إنه قال في سياق مناقشته لمسألة كلام الله ? ما نصّه:
"وقد أنشد فيهم المنشد:
قبحا لمن نبذ القران وراءه فإذا استدل يقول قال الأخطل
... إلخ "اهـ.
ولا شك أن هذا الدليل قويّ لمن قال بنفي النسبة للشيخ.
3 - ورود لفظ "القديم" في البيت الرابع من القصيدة، وهو قوله:
وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل
ووجه الدلالة من ذلك أن لفظ "القديم" من ألفاظ المتكلمين، التي لم يحب شيخ الإسلام ابن تيمية استعمالها، فورودها هنا دليل على أن قائلها غيره.
ويمكن أن يجاب على هذا، بالذي أشار إليه الشيخ العثيمين – رحمه الله تعالى – من أن الاحتمال قائم بأن يكون ابن تيمية قد صنف هذه القصيدة في بداية طريقه في الطلب.
سابعا: بعد هذه الجولة السريعة في استعراض أدلة كل من الطرفين، فإنه يتضح أن هذه الأدلة لا تعطي في النهاية اطمئنانا لتصحيح قول أو ترجيحه – على وجه التأكيد -، فالمسألة تبقى في إطار المحتملات. والله تعالى أعلم بالصواب.
إلا أنه يجدر بي أن أنبه مرة أخرى إلى أن هذا الخلاف في نسبة هذه القصيدة لشيخ الإسلام لا ينقص من القيمة العلمية لها، فإن أهل العلم قد تلقوها بالقبول. اهـ
ملاحظة: عذرا فلم أستطع وضع الهوامش فيما نقلته.
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 04:13 م]ـ
5. وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
هل يعقل أن ابن تيمية يقول في القرآن أنه: ((القديم)).
أظن أن الصحيح في البيت هو:
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً آياتُهُ فَهُوَ الحَكِيْمُ المُنْزَلُ
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 10:32 م]ـ
أخي: منير بن ابي محمد شكراً على مرورك ..
أخي: رأفت المصري أحسن الله إليك وجزاك عني خيراً ..
وودت لو حليتها بالهوامش، حتى يسهل الرجوع إليها والبحث أكثر ..
أبو مهند: هو ذاك ما نبحثه، وكان هناك خيار (كريم) و (حكيم) (ورحيم) و (حليم) وغيرها كثييير ..
¥