تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد يتساءل أو يغضب بعض المعجبين بهذا الرجل إعجاب جاهل بحقيقة ما هو عليه من البعد عن الحق، فيقول: كيف يكون ما انتقل إليه الشيخ أقبح مما انتقل منه؟! فأقول:

1 - إن النحلة الأولى –نحلة الماركسية والفرويدية- التي كان عليها ياسين، لا يختلف اثنان من عوام المسلمين، فضلاً عن عقلائهم في كونها زيغاً وكفراً وضلالا، أما النحلة الثانية –نحلة التصوف- فقد انخدع بزخرفها الخادع وظاهرها الإيماني المبطن بالزندقة والكفر والإلحاد، خلق كثير، ومن كل الطبقات. ولا شك أن خطورة النحلة الأولى أهون من خطورة النحلة الثانية بمراحل، لأن الأولى كفر بين، ومعصية واضحة، يشعر صاحبها دائماً أنه على باطل، الأمر الذي يدعوه إلى العمل على الانسلاخ منه، والتوبة النصوح إلى الله من شؤمه؛ بخلاف النحلة الثانية، فإنها بدعة خبيثة خطيرة، لا يعلم خطورتها من لم يتسلح بسلاح العلم والمعرفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد يتورط فيها الإنسان، وهو يظن أنه على الصواب الذي لا ينبغي التحول عنه، وبذلك يسد على نفسه باب التفكير في التوبة والأوبة إلى الحق، لأنه يرى أن ما هو عليه هو عين الحق؛ ومن هنا تكلم كثير من أهل العلم من السلف والخلف، في كون البدعة أشد خطورة من المعصية، لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.

وممن تكلم في هذه المسألة كلاماً كافياً شافياً: الإمام الشاطبي رحمه الله، في كتابه العظيم: الاعتصام؛ وكذا العلامة محمد الخضر الشنقيطي رحمه الله في كتابه: مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني.

2 - النحلة الأولى بمثابة العدو المكشوف، المعلن للأمة بعداوته، الأمر الذي يدعو الأمة لأخذ حذرها، واستنفار كل الطاقات لمحاربته، ورد كيده في نحره؛ سواء على الصعيد العسكري، كما حصل في أفغانستان؛ أو على الصعيد العقائدي والفكري، كما حصل في كل بلاد الإسلام، حيث هب كثير من علماء الإسلام ومفكريه لبيان خطر الفكر المادي الماركسي والفرويدي وغيره؛ حتى كانت النتيجة أن أجحر ذلك الفكر، وألقم دعاته الحجر في أفواههم التي طالما فغروها –فضها الله- للتغني والتمدح بذلك الفكر؛ فمنوا بالهزيمة النكراء التي كانت أروع صورها في أفغانستان. أما النحلة الثانية فإنها بمثابة العدو الذي يلبس لباس الصديق الحميم، وحقده على الأمة أشد من كل حقد، وخطره عليها أشد من كل خطر؛ لأنه يهدد حصونها من الداخل. وقديماً قيل: احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة. ومما يدل دلالة واضحة على ما قررته آنفاً حول ياسين، قول هذا الأخير: (واطلعت في تجارب اليهود والنصارى الروحية، ثم رجعت إلى كتب الصوفية أستقصيها، وأنشد المفتاح الذي يفتح باب المعرفة، فوجدت أنهم –يعني الصوفية- مجمعون على أنه: (من لا شيخ له فلا مدخل له في أمرنا هذا) .. وكنت أنظر فيما كتبه بعض فطاحل العارفين بالله، فلا أطيق الاستمرار في قراءته لغرابة ما ينطقون .. حتى إذا أراد الله أن يتم علي نعمته، لقيت على غير ميعاد رجلاً لم أكن أعرفه، نطق من دون أن أستنطقه، وأخبرني بأن ما كنت أطلبه موجود، وأن الشيخ المربي في البلاد على قيد أنملة ممن كان يائساً من وجود شاذلي أو جيلي في هذا العصر! كنت قرأت كتباً، وقارفت من هذه الثقافات الأجنبية، وكانت العقلانية الماركسية الفرويدية مرتعاً لنشاطي الفكري منذ أمد بعيد، تعيش بل تعشش في ذهني، ولم تكن العقلية العقلانية تفتت أثناء أزمتي في البحث على الحقيقة، لذا دخلت طريق القوم أحمل معي أوزار عادات جاهلية، وعبء أوهاق ثقافية تأله العقل، .. وأخذ علي العهد الصوفي مقدم الطريقة .. ).

وقد لخص الشيخ محمد المغراوي –وفقه الله- مصادر التلقي عند ياسين في الأمور التالية:

1 - الفكر الرافضي.

2 - فكر الحلاج المقتول على الزندقة.

3 - فكر ابن عربي الحاتمي شيخ القائلين بوحدة الوجود.

4 - فكر الشعراني صاحب الطبقات التي حشاها بكل تخريف وهذيان.

5 - فكر الدباغ ومضحكاته وكفرياته التي حشا بها كتابه الإبريز.

6 - فكر التجاني الذي جمع ضلالات المتصوفة الأولين والآخرين، وزاد عليها مالا يخطر على خيال متخيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير