ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[16 - 06 - 08, 12:15 م]ـ
السلام عليكم
اخواني هل يمكن الجمع بين الأمرين؟
يعني أن من عدل الله عز وجل أن يدخل الجنة بعمل المؤمن ولا يضيع عمله لقوله تعالى ((فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)) وقولى تعالى {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وأيضا لا يدخله الجنة إلا برحمته لسببين
الاول أن الله في البداية رحمه بأن يسر له العمل الذي سيدخله الجنة.
والثاني لأنه ليس بواجب على الله أن يدخلنه الجنة بعمله بل إن الله يرحمه فيدخله الجنة بعدله وبرحمته وفضله، وكذلك الكافر فإن الله عز و جل لا يدخله النار إلا بعمله الذي قام به في الدنيا فاستحق العذاب فأدخله الله النار بعدله سبحانه وتعالى.
فنجمع بين الامرين بأن الله يدخل المؤمن الجنة بعمله ليظهر عدله سبحانه ولأن أعمال المؤمن يستحق عليها الجنة ولكن هذا الاستحقاق لا يكون إلا برحمة الله.
فإذا اية {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ليظهر عدله سبحانه وتعالى،
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَنِي الله برحمة منه وفضل" فهذا ليظهر أن أصل الأعمال هي رحمة من الله وقبول الأعمال هي رحمة من الأعمال والجزاء على الأعمال هي رحمة الله.
ففي الآية الله يظهر عدله سبحانه وتعالى وفي الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر رحمة الله.
هذا و الله اعلم وما قلت من صواب فمن الله وما قلت من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله مننه براء
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 12:33 ص]ـ
وقال النووى فى شرح مسلم ج 9 ص 197:
ومذهب أهل السنة أيضا: أن الله تعالى لا يجب عليه شيء تعالى الله، بل العالم ملكه، والدنيا والآخرة في سلطانه، يفعل فيهما ما يشاء، فلو عذب المطيعين، والصالحين أجمعين، وأدخلهم النار كان عدلا منه وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه، ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك، ولكنه أخبر وخبره صدق، أنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلا منه.السلام عليكم ورحمة الله:
هذا الكلام قد يراد به حق وقد يراد به باطل وهنا المشكلة في هذا الموضوع .... فلو فسر حسب ما ذكرته السائلة من النقول مثل قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
لأنه لوأراد الله عزّ وجل أن يعاوض العباد بأعمالهم وجزائهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما عمل
لكان صحيحاً ...
ولكن يذكر الأشاعرة هذا الكلام بمعنى آخر بناءً على عقيدتهم في التحسين والتقبيح الشرعي:
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139754
لذا يجب الانتباه إلى الاختلاف اللفظي في هذه المسألة والتي نبه إليها الشيخ ابن عثيمين عند كلامه عن باء المعاوضة وباء السببية ...
والسلام عليكم ورحمة الله ...