تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى أن قال: (وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس، ولسانها الرسمي في الجزائر [العاصمة] الشيخ الطيب العقبي، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية) (1).

والحقيقة التي يتعامى عنها المبتدعون أن (الكتاب واحد، والسنة واحدة، والغاية - وهي الرجوع إليهما - واحدة، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط، وإن تباعدت الأعصار والأمصار) كما قال ابن باديس - رحمه الله -.

وبعد، فقد غصتُ بطون الكتب والمجلات والجرائد، وجمعتُ كل ما وقفتُ عليه ونسقته في صعيد واحد، مع اقتصاري - في الغالب - على محل الشاهد، ورتبت الأقوال على حسب وفيات أصحابها - لا على حسب العلم والشهرة -، وآثرت عدم التعليق عليها - إلا في القليل الذي لا بد منه - حتى لا يمتد بي الحبل ويتسع المجال، فليس المقصود - هنا - دراسة مدى تأثر الدعوة السلفية الإصلاحية في الجزائر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وأكتفي الآن بالإحالة إلى البحوث والدراسات التي سبقت في هذا الصدد؛ منها رسالة الدكتور عبد الحليم عويس: " أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر " (1)، وكتاب الدكتور تركي رابح: " الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد بن عبد الوهاب في طريق الإصلاح والسلفية - دراسة مقارنة - " (2)، ورسالة الشيخ الباحث محمد حاج عيسى الجزائري: " أصول الدعوة السلفية من كلام ابن عبد الوهاب وابن باديس " (3).

====

(1) وهي مطبوعة متداولة.

(2) عده ضمن ما طُبع له في كتابه " الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح الإسلامي والتربية في الجزائر " (ص 542 ط الخامسة)، ولم أقف عليه.

(3) أشار إليها في رسالته " عقيدة العلامة عبد الحميد بن باديس السلفية وبيان موقفه من الأشعرية " (ص 27)، ولم أقف عليها أيضا.

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 09:57 م]ـ

وأبدأ الآن فيما سعيتُ إليه وقصدته، سائلاً الله التوفيق والسداد فيما أردته:

الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله -

(ت 1359 هـ - 1940 م)

1 - كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله - سلسلة مقالات بعنوان (من هم الوهابيون؟ ما هي حكومتهم؟ ما هي غايتهم السياسية؟ ما هو مذهبهم؟) (1)، قال فيها - كما في " آثاره " (5/ 23 – 24) -:

(وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة.

وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.

وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين).

وقال (5/ 32 - 33): (قام الشيخ محمد [بن] عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ: " الوهابيين ". لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.

وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير