تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ويقال له الزمان الذي رأينا الأشياء تحدث فيه هو مقدار حركة الشمس والقمر أو ما يشبه ذلك إذ لم نشهد زمانا غير مقدار الحركة أو ما يقرب من ذلك لتنوع عبارات الناس في تفسير الزمان .. يوضح ذلك أن الزمان قد يراد به الليل والنهار كما يراد بالمكان السموات والأرض وهذا هو الذي يعنيه طوائف منهم الرازي في كتابه هذا كما ذكر ذلك حيث قال الحجة الحادية عشرة قوله قل لمن ما في السموات والأرض قل لله قال وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى وقوله تعالى وله ما سكن في الليل والنهار وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى ومجموع الآيتين يدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنزيهه عن المكان والزمان قال وهذا الوجه ذكره أبو مسلم الأصفهاني في تفسيره واعلم أن في تقديم ذكر المكان على ذكر الزمان سرا لطيفا وحكمة عالية يشير إلى أنه سببه ما تقدم

قلت: وإذا كان المراد بالمكان والمكانيات السموات والأرض وما فيهما وبالزمان والزمانيات الليل والنهار وما سكن فيهما فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وقد قال تعالى إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ونحو ذلك في القرآن ومعلوم أن النهار تابع للشمس وأما الليل فسواء كان عدم النور أو كان وجودا عرضيا كما يقوله قوم أو أجسام سود كما يقوله بعضهم فالله جاعل ذلك كله وهو سبحانه وتعالى كما قال عبدالله بن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه وقد جاء في قوله تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا إن أهل الجنة يعرفون مقدار البكرة والعشي بأنوار تظهر من جهة العرش فيكون بعض الأوقات عندهم أعظم نورا من بعض إذ ليس عندهم ظلمة وهذه الأنوار المخلوقة كلها خلقها الله تعالى.

بيان تلبيس الجهمية (1

288)

وقد يراد بالزمان ما يريد منه نفاة الصفات الاختيارية - الفعلية - لأن الفعل في نظرهم يحتاج إلى زمان والله منزه عن الفعل والحركة في نظرهم.

والله أعلم

ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 05:53 ص]ـ

إضافة

قال الله تعالى:

((تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)) الآية ...

فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات قال ((أأمنتم من في السماء)) لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات وكل ماعلا فهو سماء والعرش أعلى السموات وليس إذا قال ((أأمنتم من في السماء)) يعنى جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى الله تعالى ذكر السموات فقال تعالى ((وجعل القمر فيهن نورا)) .. ولم يرد أن القمر يملؤهن جميعا وأنه فيهن جميعا ...

و الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السموات فالعرش وماتحته مخلوق

و الله فوق المخلوقات جميعا

و الله بائنٌ (منفصل) من خلقه غير مماس لهم وبما ان المكان و الزمان مخلوقات لله فهي تحت العرش و الله فوقه

وفوق العرش لا يوجد مكان ولا زمان ... لا يوجد إلا الله العلي القدير

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ((الله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم))

رواه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 105)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 401).

والأثر: صححه ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " (ص 100)، والذهبي في " العلو " (ص 64).

قال الشيخ ابن عثيمين:

هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون لها حكم الرفع، لأن ابن مسعود لم يُعرف بالأخذ من الإسرائيليات.

وكانت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول ((زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات)) رواه البخاري

و الأثار في هذا كثير ة جدا ..

ـ[مسدد2]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:22 ص]ـ

الكلام

ـ[مسدد2]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:26 ص]ـ

فنقول لهم ليس له مكان نعم لكن له العلو والفوقية والاستواء نؤمن بذلك بلا كيفية

الكلام المنقول أعلاه مقبول للجميع، لكن يصعب وضع عبارة جامعة مشابهة في موضوع نزول الله عز وجل في الثلث الاخير. فهل يقال ينزل في الثلث الاخير نزولاً منزَّهاً عن المكان؟ الأشاعرة يقبلون عبارة كهذه، بل يسرّون لها. والذي أظنه أن النفي للمكان الذي ذكره الاخ أبو تراب قد لا يكون موضع اتفاق عند الطرف المقابل للأشاعرة إذ بالرغم من تنزيه الجميع لله عز و جل عن مشابهة المخلوقات والاحتياج للأبعاد الثلاثة، إلا أن البعض قد يعترض على النفي الاجمالي للمكان خشية أي يستغل لتأويل معنى النزول بحجة الاستقلال عن المكان.

والله أعلم

مسدد2

ـ[المقدادي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:58 م]ـ

الكلام المنقول أعلاه مقبول للجميع، لكن يصعب وضع عبارة جامعة مشابهة في موضوع نزول الله عز وجل في الثلث الاخير. فهل يقال ينزل في الثلث الاخير نزولاً منزَّهاً عن المكان؟

بل نقول: نزوله سبحانه و تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا سلامٌ مما يضاد علوه , وسلامٌ مما يضاد غناه , و سلامٌ من كل ما يتوهم معطل أو مشبه , وسلامٌ من أن يصير تحت شيء أو محصوراً في شيء أو حالاً في شيء , تعالى الله ربنا عن كل ما يضاد كماله و جلاله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير