تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

94 - (المقام المحمود يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به، وهو كسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم حفاة، عراة، غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم، يقول الله تعالى: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة، ثم أكسى على أثره، ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون).

ضعيف. السلسلة الضعيفة (2640)

أخرجه الدرامي (2/ 325): حدثنا محمد بن الفضل: حدثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عميرعن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له: ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم .. الحديث.

قلت: وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن عمير وهو أبو اليقظان، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال

" ضعفه الدارقطني وغير واحد ".

وقال الحافظ في " التقريب ".

" ضعيف ".

ومن دونه ثقات على ضعف يسير في الصعق بن حزن.

ومحمد بن الفضل هو أبو الفضل السدوسي الملقب بعارم، قال الحافظ:

" ثقة ثبت تغير في آخر عمره ".

95 - (إذا سئل أحدكم: أمؤمن أنت؟ فلا يشك).

منكر. لسلسلة الضعيفة (2643)

أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (2/ 186)، قال: حدثني، وأبو نعيم في " الحلية " (7/ 238) من طريق أحمد بن حماد بن سيفان قالا: حدثنا أحمد بن بديل: حدثنا أبو معاوية: حدثنا مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري مرفوعا. وقال أبو نعيم:

" تفرد برفعه أحمد بن بديل عن أبي معاوية ".

قلت: يشير إلى نكارة رفعه، وذلك لسببين:

أحدهما - وهو الأقوى - أن أحمد بن بديل مضعف من قبل حفظه، كما قال ابن عدي في " الكامل " (1/ 186).

" له أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه ".

وقد خالفه ثقة حافظ من رجال الشيخين، فقال ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " (9 - 10/ 27 - بتحقيقي): حدثنا وكيع عن مسعر به موقوفا على (عبد الله بن يزيد).

وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم رجال الشيخين، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، الراجح عندي أنه (الخطمي)، صحابي صغير، ولي الكوفة لابن الزبير.

والحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " (1/ 55) من حديث عبد الله بن يزيد - كذا - الأنصاري مرفوعا، وقال:

" رواه الطبراني في " الكبير " وفي إسناده أحمد بن بديل، وثقه النسائي وأبو حاتم، وضعفه آخرون ".

قلت: وفيما ذكر نظر من وجهين:

الأولى: التوثيق، ففيه خطأ وتسامح.

أما الخطأ، فقوله: " أبو حاتم "، والصواب: (ابن أبي حاتم)، فإنه لم يحك عن أبيه شيئا في (أحمد بن بديل)، ولا عن غيره، وإنما قال هو من عنده (1/ 43):

" ومحله الصدق ".

وكذلك غزوه إليه في " التهذيب ".

وأما التسامح، فهو نسبته التوثيق إليهما، فقد عرفت آنفا ما قال ابن أبي حاتم فيه، وذلك لا يساوي عنده أنه ثقة، بل هو دونه كما نص عليه في مقدمة كتابه (1/ 37)، وذلك يساوي عندي أنه وسط حسن الحديث عنده.

ونحو يقال فيما نسب إلى النسائي، فإنه لم يوثقه، وإنما قال: لا بأس به ". كما قال في " التهذيب ".

وذلك يساوي أيضا أنه وسط. ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الكاشف ":

" قال (س): لا بأس به، ولسنه ابن عدي والدارقطني، وكان عابدا ".

ولخص ذلك الحافظ في " التقريب ":

" صدوق له أوهام ".

قلت: ورفعه لهذا الحديث - خلافا للثقة الحافظ - مما يؤكد وهمه.

وأما الوجه الآخر: فقوله: " عبد الله بن زيد "، وقد أشرت آنفا إليه، وذلك لأن (زيد) تحريف (يزيد) خلافا لزعم الأخ الداراني، فإنه أثبت المحرف (زيد) في طبعته لـ " مجمع الزوائد " وعلق عليه بقوله (1/ 354):

" في (مص) وعند أبي نعيم " يزيد "، وهو تحريف "!

وهذا من عجائب تعليقاته، وبالغ أخطائه، وبيان ذلك من الوجوه الآتية:

أولا: لم يذكر عمدته فيما ادعاه من التحريف.

ثانيا: ما عند أبي نعيم موافق لما في " كتاب الإيمان " كما سبق.

ثالثا: ومطابق أيضا لرواية أخرى عنده (10/ 32) من طريق الشيباني، عن ابن علاقة، عن عبد الله بن يزيد النصاري قال:

" تسموا باسمكم الذي سماكم الله به؛ بـ (الحنيفية) و (الإسلام)، و (الإيمان) ".

وإسناده صحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير