تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما المجيء فقد جاء ذكره في القرآن قال تعالى: ((وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)) [الفجر: 22]، وقوله تعالى: ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ)) [البقرة: 210]

وقوله: ((ويضحك ويغضب))

والضحك والغضب جاء ذكرهما الشريعة صريحة فالضحك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد))

[البخاري ح 2671، ومسلم ح 1890]

وفي حديث أبي هريرة الطويل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه))

[البخاري ح 7000، ومسلم ح 182]

عن أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب غيره)) قال: قلت: يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل قال: ((نعم)) قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا.

[أحمد ص 11/ 4، وابن ماجه 181]

وأثبت هذه الصفة لله عز وجل القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه إبطال التأويلات وقال بعد ذكر الأحاديث التي تثبت صفة الضحك قال: ((اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل، وقد نص أحمد على ذلك في رواية الجماعة)) [ص 217/ 1]، وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الأقتصاد في الاعتقاد ص 120، وأثبتها أيضا ابن قدامة في كتاب لمعة الاعتقاد ص 85، وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل، بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المنخلوقين وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة صحكه جل وعلا، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)) [ص 16].

أما الغضب فذكره الله تعالى في القرآن الكريم قال: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]، وقال: ((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)) [المائدة: 60]، وقال: ((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [الفتح: 6]

أما إثبات صفة الغضب من السنة عن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه)) يشير إلى رباعيته: ((اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله)) [رواه البخاري ح 3845، ومسلم ح 1793]

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله)) [رواه مسلم ح 2857]

وعن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال: ((لا تغضب)) [وراه ابن حبان ح 296]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((اشتد غضب الله على من قتله النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم)) [رواه البخاري ح 3846]

اثبتها ابن قدامة في لمعة الاعتقاد ص 78.

وقوله: ((وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير