تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما إثبات الوهابية العين لله عز وجل فلم يشذوا به أو يفتروه إنما قالوا بذلك تصديقا لقوله الله تعالى وتصديق لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وتبعا لسلف الأئمة فأما أدلتهم من الكتاب قوله تعالى: ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)) [هود: 37]، وقوله: ((وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)) [طه: 39]، وقوله: ((تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)) [القمر: 14]، وقوله: ((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)) [الطور: 48]

ومن أدلته من السنة عن ابن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ((إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور))

[رواه البخاري ح 3159، ومسلم ح 169، وأبو داود ح 4757، والترمذي ح 2235، وابن حبان ح 6780،

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر))

[رواه البخاري ح 6712، ومسلم ح 2933، وأبو داود ح 4316، والترمذي ح 2245]

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كانت من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذر قومه ولا خبرتكم منه بشيء ما أخبر به نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله تعالى ليس بأعور))

[رواه الحاكم في المستدرك ح 64]

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال: ((أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور))

[رواه ابن حبان ح 6796]

وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خفت أن لا تعقلوه هو قصير فجج جعد أعور مطموس عين اليسرى ليس بناتئة ولا حجراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا))

[رواه النسائي في السنن الكبرى ح 7764، وأبو داود ح 4320]

أما أقوال الأئمة في إثبات صفة العين فكثيرة فعلى سبيل المثال قال إئمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد: ((باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم)) [ص 37]

وكذلك أثبتها أبو الحسن الأشعري قال: ((فاخبر عز وجل أن له وجها وعينا لا بكيف واحد ولا بحد)) [الأبانة ص 51]

وقال البيهقي في الأسماء والصفات: ((والذي يدل عليه ظاهر الكتاب والسنة من إثبات العين له صفة لا من حيث الحدقة أولى وبالله التوفيق)) [ص 116 – 117/ 2]

وقال أبو يعلى الفراء: ((إثبات صفة العينين لربنا جل شأنه) ثم ذكر حديثا يستدل به ثم قال عقبه: ((اعلم أنه غي ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات عينين هما صفتان زائدتان على البصر والرؤية ليستا بجارحتين ... الخ)) [إبطال التأويلات ص 347/ 2]

وأثبتها أبو إسماعيل الهروي في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد قال: ((باب اثبات العينين له تعالى وتقدس)) [ص 64]

وأما قوله: ((وأيدي)) فصفة اليد أو اليدين السلفيون يعتقدون بها لأن الله تعالى أخبر بها في محكم التنزيل فقال: ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) [صـ: 75] وقوله تعالى: ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)) [المائدة: 64].

أما من السنة فالأدلة كثيرة ومنها حديث احتجاج موسى على آدم عليهما السلام قال له: ((أنت أبو البشر خلقك الله بيده)) [رواه البخاري ح 3162، ومسلم ح 193، والترمذي ح 2434، وابن ماجه 4312، وأحمد ص 281/ 1]

وفي رواية أبي هريرة أن آدم قال لموسى عليهما السلام: ((كتب لك التوارة بيده)) [رواه مسلم ح 2652، وأبو داود ح 4701، وابن ماجه ح 80]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير