تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما القول الثالث وهو اعتقاد أن الله غير موجود داخل هذا العالم ولا موجود خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا في أي جهة من الجهات، فهو قول محدث ولم يكن معروفا قبل المائة الثالثة، سوى ما نقله الإمام الأشعري في المقالات عن المعتزلة من أن الله لا يوجد في أي مكان ومرادهم في أي جهة.

والقول بأنه لا ... ولا ... ولا ... أقبح وصف لأنه يصف الله بالعدم فما لا يوجد في أي جهة لا فوق ولا .. ولا .. ولا .. فهو عدم، وإن لم يكن هذا وصف العدم فليس هناك عدم.

فهو على هذا تشبيه لله بالمعدومات بل بالممتنعات وهي أخص من العدم فسلب الأضداد من سمات الممتنعات (موجود، وليس موجودا في أي جهة)

وهذا الاعتقاد إنما تبناه الأشاعرة وخاصة متأخروهم، وهو قولهم الذين لا يقبلون سواه.

ومن أدلة جحودهم وعنادهم أنهم يجعلون قولهم هذا المتناقض

والمستقبح عقلا وفطرة يجعلونه معقولا بل من القواطع العقلية، أما ما جاء به القرآن والسنة من إثبات الفوقية فهو يعارض العقل والقواطع العقلية بزعمهم!!

وهذا هراء يغني سوقه وإيراده عن فضحه وكشفه.

ويؤكده اعتراف جماعة منهم كالغزالي وهو من كبرائهم عندما قال في إلجام العوام عن علم الكلام عن هذا الاعتقاد:

" هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله، ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال، ووقعوا في التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيه يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين، وقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه- اي: لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل – من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية "

إلجام العوام عن علم الكلام ص56 - 57 (نقلا)

ونقل أحد الأشاعرة عن العز بن عبد السلام وعزاه للقواعد ص

(201) وفيه:

" من جملة العقائد التي لا تستطيع العامة فهمها هو أنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا منفصل عن العالم ولا متصل به "

والجدير بالذكر أن عامة الأشاعرة يؤولون كل النصوص الدالة على العلو ويحملونها في أغلب تأويلاتهم على علو المرتبة مع اشتمال كثير

من تلك النصوص على اختصاصه تعالى بهذا النوع من العلو ومع هذا يحملونها على علو المرتبة في أكثر تأويلاتهم ثم نجدهم يشبهون الخلق بالله في هذه الصفة، ولطالما حرفوا النصوص تحت ستار نفي التشبيه لكنهم يكيفون شعار التشبيه على أهوائهم

فها هو الأشعري الغالي السبكي يمنح هذه الصفة لأحد الأشاعرة وهو الجويني عندما قال عنه بالصريح في مقام الدفاع عن أخطائه الحديثية حيث قال في طبقاته:

" ولم يوجب ذلك عندنا الغض منه ولا إنزاله عن مرتبته الصاعدة فوق آفاق السماء "

فرجاء يا أشاعرة بينوا لنا هل يجوز التشبيه في صفة العلو على ضوء المعنى الذي ذهبتم إليه من علو المرتبة؟!

أم إذا كان تشبيها يخص تشبيه علماءكم بالله فيجوز وأما علماء غيركم

فلهم اللعنة وله سوء الدار كما تنضح بهذا كتبكم وخاصة كتب السبكي وستأتي أمثلة؟!!

أم أن التشبيه جائز للأشاعرة حرام على غيرهم؟!

وأما عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فأبدؤها باعترافات لبعض الأشاعرة ثم أشرع بذكر المقصود من هذا الكتاب وهو تقرير إجماع العلماء على هذه العقيدة

قال الإمام القرطبي الأشعري في تفسيره:

" وقد كان السلف الأُوَل رضي اللّه عنهم لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه، كما نطق كتابه، وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء، فإنه لا تعلم حقيقته كما قال مالك: الاستواء معلوم يعني في اللغة، والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة " ا. هـ

فهذا اعتراف ثمين من أشعري معروف

وكذلك القاضي عياض وهو أشعري اعترف أن جماعة من المحدثين

والفقهاء قالوا بإثبات الجهة كما نقله النووي في شرح مسلم (باب تحريم الكلام في الصلاة)

وكذا اعترف بهذا الزبيدي في شرحه لإحياء علوم الدين، وغيرهم ممن

لم أتقصد حصرهم

أما إجماع العلماء من أهل السنة على أن الله موجود فوق السماوات على عرشه فهو بيت القصيد في هذا المبحث وإليك ما وقفت عليه من أقوال العلماء المقررة للإجماع وفقني الله وإياك

البقية وهي أصل البحث في الملف المرفق لأن به هوامش

ـ[أبو عبادة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 10:36 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التباكي على النصوص بينما هم يعتقدون أن النصوص نفسها هي التي

جاءت بعظيم التشبيه، فتأمل هذا المكر!!

الله المستعان على فريتهم

قال الإمام القرطبي الأشعري في تفسيره:

" وقد كان السلف الأُوَل رضي اللّه عنهم لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه، كما نطق كتابه، وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء، فإنه لا تعلم حقيقته كما قال مالك: الاستواء معلوم يعني في اللغة، والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة " ا. هـ

من الممكن أن لا يكون الأشاعرة أطلعوا على كلام القرطبي وإن أطلعوا رموا به وراء ظهورهم

وأسأل الله تعالى أن يهديهم

جزاك الله كل خير ونفع بك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير