وهذا الأخير " حمدان " هو مؤسس فرقة القرامطة الإسماعيلية.
ثم جاء من بعده داعية إسماعيلي هو الحسن بن بهرام المعروف بـ " أبي سعيد الجنّابي "
وقد هاجم هذا " هجر " سنة 287 هـ واحتلها، وجعلها عاصمة له.
وهو الذي تعرض للحجاج في طريقهم وقتلهم على مدى سنوات، حتى كان من شأنه أن قتل الحجاج في الحرم، وردم بئر زمزم بالقتلى، وقد أمر بعد ذلك بقلع الحجر الأسود.
ولتفاصيل هذه الحوادث تُراجع البداية والنهاية لابن كثير. حوادث سنة 317 هـ وما قبلها بسنوات قليلة.
ومن أشهر أئمتهم عبيد الله المهدي، وهو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح.
وقد انتسب إلى آل البيت وتستر بذلك، وادعى أنه علويّ.
وإليه تُنسب الدولة العبيدية.
ومن هنا سُمّيت الدولة العبيدية بـ " الفاطمية " نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهم منها براء.
ومن هنا فإن من أراد رواج باطله فلا بد أن يُزيّنه ويُلبسه لبوس الحق.
وقد أرسلوا جيوشهم إلى مصر بقيادة " جوهر الصقلي " فاقتحمها واتخذ القاهرة عاصمة له.
بعد وفاة المستنصر بالله سنة 487 هـ انقسمت الإسماعيلية إلى:
مستعلية. نسبة إلى المستعلي بن المستنصر. وهي التي عُرفت بعد ذلك بـ " البهرة "
و نزارية. نسبة إلى نزار بن المستنصر.
والنزارية تُسمى في بلاد الأعاجم " الأغاخانية "، ومن أشهر مؤسسيها الحسن بن الصباح.
وهو الذي استولى على قلعة آلموت.
وقد عُرف أنصاره بـ " الحشاشين "
ومنهم " شيخ الجبل " وهو راشد بن سنان، الذي كوّن فرعاً للحركة في بلاد الشام، وعُرفوا بـ " السنانية "، وهؤلاء قد حاولوا قتل صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة.
ولا تزال جذورهم باقية في الشام في سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف.
ثم كان تقويض دولة الإسماعيلية على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – سنة 567 هـ.
ومن هنا فإن الرافضة عموما، والإسماعيلية خصوصاً يكرهون بل ويحقدون على صلاح الدين – رحمه الله – ويُحاولون تشويه سمعته.
المسائل التي خالفت فيها أهل السنة والجماعة والبدع التي ابتدعتها.
ولو كانت هذه النقطة اقتصرت على " المسائل التي وافقوا فيها أهل السنة والجماعة " لكان أولى؛ لأنه أسهل في الحصر، هذا إن وُجد! لأن ما خالفوا فيه أكثر.
استمدت الإسماعيلية فكرها ومعتقدها من مذاهب فلسفية وديانات مُحرّفة، فتأثرت باليهودية نظرا لجذورها السابق ذكرها.
كما تأثرت بالنصارى.
وتأثرت بالفرس المجوس، كحال الرافضة تماماً!
كما تأثروا بالفلسفة اليونانية.
ولذا فقد استفاد فيلسوفهم الكبير حميد الدين الكرماني استفاد من التوراة والإنجيل في صياغة أفكاره.
من أشهر اعتقادات الإسماعيلية:
تعتقد الإسماعيلية اعتقادات باطلة منها:
تشبيه الله بخلقه، والقول بالتجسيم.
وأشد منه التعطيل، فقد عطلوا الله من كل وصف.
وهم نفاة للأسماء والصفات.
كما ينفون أن الله خلق العالَم خلقا مباشرا، وإنما أبدع الكاف واخترع النون (كُن).
كما يعتقدون أن الله لم يخلق الخلق، وأنه لا يُدبر شؤونهم ولا يرزقهم ولا يُحييهم ولا يُميتهم، وإنما الذي يقوم بذلك كله هو العقل الأول الذي أبدعه الله – بزعمهم –.
ومن عقائدهم: القول بأن لهذا الكون إلهين! ويُعبر عنه عندهم بـ " السابق والتالي "، وهذا معتقد مجوسي! وهو موجود حتى عند المعاصرين، بل عند الكتّاب والمثقفين منهم!
وهم يقولون بالحلول.
وبِقِدَم العالَم.
والقول بتناسخ الأرواح.
والقول بالوصية والرجعة.
وقد ادعى بعض دعاتهم النبوة – كما تقدم –.
بل ادعى سلطانهم طاهر سيف الدين أنه إله حقيقة، وكان ذلك سنة 1917 م.
وهذا الداعي المطلق للبهرة " محمد برهان الدين " لما زار أتباعه باليمن وُضع له عرش له ثمانية مقابض! وكان الناس يسجدون له!
كما ادعى " محمد شاه الحسيني " الألوهية، ورضي لأتباعه أن يعبدوه.
والأغاخانية يدّعون ألوهية إمامهم الحالي " كريم خان ".
والنبوّة عند الإسماعيلية مكتسبة، فباستطاعة الإنسان أن يُصبح نبيّاً!
كما أنهم يعتقدون أن علياً بمنزلة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأنكروا أن يكون القرآن وحياً، بل يعتقدون أنه من المعارف التي فاضت على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
¥