تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:13 م]ـ

الكلام في آية " فصّلت" على الحقيقة

قال تعالى عن القرآن الكريم:

" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) "

فالمقصود بقوله:" من بين يديه "

أي:من أمامه بدليل مابعدها

وهو قوله:" ولا من خلفه"

كقوله تعالى:

" فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)

سورة البقرة

فالمقصود بقوله: " بين يديها"

أي: أمامها بدليل ما بعدها

وهو قوله: " وما خلفها"

وكقوله تعالى في آية الكرسي:

" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ "

سورة البقرة

فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"

أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها

وهو قوله:" وما خلفهم"

وكقوله تعالى حكاية عن قول إبليس:

"ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)

سورة الأعراف

فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"

أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها

وهو قوله:" وما خلفهم"

وكقوله تعالى:

"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ " (11)

سورة الرعد

فالمقصود بقوله:" من بين يديه"

أي: من أمامهِ بدليل ما بعدها

وهو قوله:" ومن خلفه"

وكقوله تعالى:

"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)

سورة طه

فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"

أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها

وهو قوله:" وما خلفه"

والآيات كثيرة

والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً

وهو الذي نزل بلسان العرب الفصيح المبين

والعرب تعبر مرّة بهذا ومرة بهذا على الحقيقة

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:16 م]ـ

المجاز أمرٌ حادثٌ في اللغة العربية

فالتركيب والإضافة تدل على اختصاص الكلمة بما أضيفت إليه على الحقيقة

مثل قوله تعالى::

"يدُ الله فوق أيديهم"

فيد الله يد حقيقيّة

تليق بجلال الله وعظمته على كيفيّة لايعلمها إلا هو

وأيدي الناس أيدٍ حقيقيّة

تخصّهم وتليق بهم

- والفوقيّة على الحقيقة و لاتستلزم المماسّة -

ومثل:

(جناح الطائر)

هو حقيقة في الطائر لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه

و (جناح الطريق)

هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه

ومثل:

(ظهر الإنسان)

هو حقيقة في الإنسان لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه

و (ظهر الطريق)

هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه

فالتركيب والإضافة والتقييد تبيّن حقيقة الشيء بما يخُتصّ به

وبما قُيّد به أو أُضيف إليه وهكذا

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:16 م]ـ

لابد أن يعلم القاريء من الصفحات السابقة

أن الحقيقة تنقسم إلى قسمين:

الأولى:

الحقيقة الإفراديّة

والثانية:

الحقيقة التركيبيّة

فكلمة: ((الجناح))

حقيقة مفردة

وكلمة:

((جناح الذُلّ))

((جناح الطريق))

((جناح النسر))

((جناح العصفور))

هذه حقيقة تركيبيّة

فالجناح حقيقة فيما أضيف إليه كل واحدٍ منها بما يليقُ به

.....................

ويتبيّن للقاريء الكريم مما مضى أن المجاز قسمان:

الأول:

المجاز الذي هو بمعنى التفسير

كما هو صنيع أبي عبيدة بن المثنى رحمه الله

مثل: تفسيره لهذه الآيات بعبارة المجاز وهي التفسير

لقوله تعالى:" ثم استوى على العرش"

قال مجازه: ظهر على العرش وعلا عليه ويقال استويت على ظهر الفرس وعلى ظهر البيت "

كتاب مجاز القرآن 1/ 226

فياليت المجازيين فهموا المجاز على هذا النحو حتى يكون الخلاف لفظيّاً كما يزعم بعضهم

والثاني:

المجاز الذي هو بمعنى التأويل

وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لمناسبة بينهما تسمى العلاقة

فالمعنى الثاني للمجاز هو:

(المنفي عن الكتاب والسنة بل واللغة)

فإن كان الخلاف بيننا في أن المجاز واقع في أسماء الله وصفاته

فإن الخلاف عقائدي

وإن كان الخلاف بيننا في أن المجاز واقع في غير الأسماء والصفات

فالخلاف أدبي

والله أعلم

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:17 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير