ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي جلابنة على فتحك هذا الموضوع المهم وجزى الله خيرا كل من أفاد وأجاد فيه
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:46 ص]ـ
أما أعمال القلوب:
أولاً: تحديد ما المراد بالقلب.
أيّ: بيان العضو المسؤول عن التأثير والاستجابة الشعورية، وعن المحل الذي يحصل به التعقُّل والتدبّر والإخبات، والتوكل .. وما إلى ذلك
هل هو الذي في الصدر، أ/ الذي في الدماغ؟
القلب له معنيان:
1) لفظة القلب: تدل على خالص الشيء الشريف، يقال: له قَلْب.
2) ردُّ شيءٍ على شيء من جهة إلى جهة أخرى.
ومرادنا هنا هو الأول.
فقلب الإنسان، وغير الإنسان لأنه أخلص شيءٍ فيه وأرفعه، لأن الأشرف والأخلص من كل شيء يقال له القلب.
وقيل:
لكثرة التقلب في الخواطر والواردات والعقائد والنيات وغيرها، فيتقلب القلب من هدى إلى ضلال، ومن نور إلى ظلمة، ومن إيمانٍ إلى كفر، ولذلك أكثر ما كان يقول النبي ? في دعائه:
" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ "
ومن معاني القلب:
الفؤاد: لكثرة تَفَؤُّدِهِ بالخواطر والأفكار. قال الله جل وعلا: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء.
لقد كثر الكلام في الكتاب والسنة عن القلب فما المراد به: هل هو ذلك العضو الصنوبري، أم هو الذي في الدماغ، أم هو معنى لطيف يتعلق بالعضو الصنوبري، بمعنى لطيفة ربانية لها بهذا تعلق وثيق كما لها تعلق بالدماغ و بإشاراته الحسيّة والعصبية لا يعلمه إلا الله.
بيان عقيد أهل السنة والجماعة في ذلك:
أهل السنة والجماعة يقولون أن العقل في القلوب التي قي الصدور، وأن هذا ما دلّ عليه الكتاب والسنة وأما الفلاسفة والأطباء (إلا من رحم الله) فيقولون أن العقل في الدماغ.
- أدلة ذلك:
1) قوله تعالى:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحج
2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ " فيه دِلالة واضحة على أن المراد بالقلب الذي في صدره
3) حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه السابق في قوله " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ "
(زيادة من عندى من شرح النووي لمسلم: شهد)
وَاحْتُجَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْعَقْل فِي الْقَلْب لَا فِي الرَّأْس وَفِيهِ خِلَاف مَشْهُور. وَمَذْهَب أَصْحَابنَا وَجَمَاهِير الْمُتَكَلِّمِينَ أَنَّهُ فِي الْقَلْب , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: هُوَ فِي الدِّمَاغ , وَقَدْ يُقَال فِي الرَّأْس , وَحَكَوْا الْأَوَّل أَيْضًا عَنْ الْفَلَاسِفَة , وَالثَّانِي عَنْ الْأَطِبَّاء: قَالَ الْمَازِرِيّ: وَاحْتَجَّ الْقَائِلُونَ ; بِأَنَّهُ فِي الْقَلْب بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْض فَتَكُون لَهُمْ قُلُوب يَعْقِلُونَ بِهَا} وَقَوْله تَعَالَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب}
¥