تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَبِهَذَا الْحَدِيث , فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ صَلَاح الْجَسَد وَفَسَاده تَابِعًا لِلْقَلْبِ , مَعَ أَنَّ الدِّمَاغ مِنْ جُمْلَة الْجَسَد , فَيَكُون صَلَاحه وَفَسَاده تَابِعًا لِلْقَلْبِ , فَعُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مَحِلًّا لِلْعَقْلِ. وَاحْتَجَّ الْقَائِلُونَ بِأَنَّهُ فِي الدِّمَاغ بِأَنَّهُ إِذَا فَسَدَ الدِّمَاغ فَسَدَ الْعَقْل , وَيَكُون مِنْ فَسَاد الدِّمَاغ الصَّرَع فِي زَعْمهمْ , وَلَا حُجَّة لَهُمْ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَجْرَى الْعَادَة بِفَسَادِ الْعَقْل عِنْد فَسَاد الدِّمَاغ مَعَ أَنَّ الْعَقْل لَيْسَ فِيهِ , وَلَا اِمْتِنَاع مِنْ ذَلِكَ. قَالَ الْمَازِرِيّ: لَا سِيَّمَا عَلَى أُصُولهمْ فِي الِاشْتِرَاك الَّذِي يَذْكُرُونَهُ بَيْن الدِّمَاغ وَالْقَلْب , وَهُمْ يَجْعَلُونَ بَيْن الرَّأْس وَالْمَعِدَة وَالدِّمَاغ اِشْتِرَاكًا.

وَاَللَّه أَعْلَم. (أ. هـ الزيادة: شهد)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

وَيُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْعَقْل فِي الْقَلْب , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (فَتَكُون لَهُمْ قُلُوب يَعْقِلُونَ بِهَا). وَقَوْله تَعَالَى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لِذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب). قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَيْ: عَقْل. وَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْقَلْبِ لِأَنَّهُ مَحَلّ اِسْتِقْرَاره.

4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ "

وَمَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ الِاعْتِبَار فِي هَذَا كُلّه بِالْقَلْبِ , وَهُوَ مِنْ نَحْو قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَد مُضْغَة " الْحَدِيث. قَالَ الْمَازِرِيُّ: وَاحْتَجَّ بَعْض النَّاس بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْعَقْل فِي الْقَلْب لَا فِي الرَّأْس , وَقَدْ سَبَقَتْ الْمَسْأَلَة مَبْسُوطَة فِي حَدِيث: " أَلَا إِنَّ فِي الْجَسَد مُضْغَة ".

5) أن المرء بأصغريه " قلبه ولسانه " ولا يقال عقله ولسانه.

وأما الطب الحديث فلم يتوصل حقيقتها ولن يتوصل؛ لأنها من الأمور الغيبية!، وغاية ما يقرره الأطباء المكان الذي يقرر الأفعال الحسية (الدماغ) وهذا لا يمنع أن يكون القلب لها تعلقٌ بها.

قول ابن كثير رحمه الله:

الأفئدة هي العقول التي مركزها القلب على الصحيح.

إذن محل الإيرادات والخواطر وما يحصل للإنسان من المحبة والرضى والتوكل والخوف واليقين محله هو القلب، وليس ثمة مانع اتصالاً بالدماغ. والله أعلم.

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:51 ص]ـ

العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، هذا هو تحديد تعريف العبادة: اسم جامع، يعني: اسم يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه، سواء كان هذا الذي يرضاه الله قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أعمال القلوب، أو من أعمال الجوارح، أو من أقوال اللسان.

فكله داخل في مسمى العبادة، ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، كل شيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، سواء كان قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أقوال اللسان أو من أقوال القلب، سواء كان قول القلب أو قول اللسان، أو عمل القلب أو عمل الجوارح، كله داخل في مسمى العبادة ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير