تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعَصيمِيُّ: (ولم أجِدْهُ في شيءٍ مِن نُسخِه، ولا رَأيْتُ أحدًا ممَّنْ صنَّفَ في أطرَافهِ ولا رجَالهِ ذكَرَ هذا الحديثَ؛ فمَنْ وجَد هذا الحديثَ فَلْيُفدْنَا بهِ وله منَّا جائزَةٌ عظِيمَةٌ!).

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:18 ص]ـ

* فَائِدَةٌ 74: بدَأ الإمَامُ الْمُجدِّدُ في بيَانِ جُملةٍ مِن العِبادَات القَلبِيَّةِ بـ: (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ).

وإنَّما ابتَدأ ببَيانِ عبَادةِ الْمَحَبَّةِ لأنَّها أصلُ جميعِ أنوَاعِ العبُوديَّة؛ فإنَّ أعظَمَ صلَةٍ بينَ الخالِقِ والْمَخلُوقِ هي محَبةُ الخالِقِ لعَبْدِه، ومحبَّةُ العَبْدِ لربِّهِ سُبحَانهُ وتعالَى؛ ولذلكَ فإنَّ كلَّ عِبادةٍ لها حَدٌّ تنْتَهِي إليهِ، إلَّا عبادَةَ الْمَحبَّةِ، كما ذكَر ذلكَ ابْنُ رَجَبٍ في كتابهِ: التَّخْوِيفُ مِنَ النَّارِ وَالتَّعْرِيفُ بِحَالِ دَارِ الْبَوَارِ.

* فَائِدَةٌ 75: الْمَحَبَّةُ قسْمانِ:

1 – الْمَحَبَّةُ التِي لَا تَتَعَلَّقُ بِالْخِطَابِ الشَّرْعِيِّ ابْتِدَاءً، وهي الْمَحَبَّةُ الطبِيعيَّةُ، كمحبَّةِ الرَّجُلِ لولَدِه أو مالِه أو زَوجِه أو طعَامهِ أو نَومِه؛ فإنَّ هذه الْمَحَبَّةَ في أصْلِها لا يَتعلَّق بها خِطابُ الشَّرْعِ؛ لجرَيانِها مُوافِقَةً لطبائِعِ النَّاسِ، فهي ممَّا يشْتَرِكُ فيهَا الْمُؤمِنُ والكافرُ والبَرُّ والفاجِرُ.

2 – الْمَحَبَّةُ التِي يَتَعَلَّقُ بِهَا خِطَابُ الشَّرْعِ، فتَدُورُ معه أمْرًا ونَهيًا، وهذا القِسْمُ نوعانِ:

1 – الْمَحَبَّةُ الْمَشْرُوعَةُ؛ أيِ: التِي أَذِن بها الشَّرْعُ وأمَرَ، وتنقَسِمُ إلى قسْمَيْنِ:

1 – مَحَبَّةُ اللهِ.

2 – مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ، ومنه: الْمَحَبَّةُ فيهِ.

2 - الْمَحَبَّةُ الْمَمْنُوعَةُ؛ أيِ: التِي منَعَ منْهَا الشَّارعُ، وَتَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ:

1 – مَحَبَّةُ غَيْرِ اللهِ مَحَبَّةَ تَأْلِيهٍ وَتَعْظِيمٍ، وهي شِرْكٌ أكْبرُ مخْرِجٌ مِن الْمِلَّةِ.

2 – مَحَبَّةُ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وهذه تَتنوَّع أحكَامُها بينَ الشِّرْكِ الأكبَرِ والأَصْغَرِ والتَّحْريمِ.

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:19 ص]ـ

* فَائِدَةٌ 76: الْخَوْفُ ينْقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ:

1 – الْخَوْفُ مِنَ الْخَالِقِ، وهذا نوعَانِ اثنَان:

1 – خَوْفٌ مِنَ الْخَالِقِ مَنْشَؤُهُ: تَعْظِيمُهُ وَإِجْلَالُهُ، وهذا خَوفُ كُمَّلِ الموَحِّدينَ.

2 - خَوْفٌ مِنَ الْخَالِقِ مَنْشَؤُهُ: خَشْيَةَ نِقْمَتِهِ وَسَوْطِ عَذَابِهِ، وهذَا ممَّا يُنافِي كَمالَ التَّوحيدِ الواجِبِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى لا يُخافُ لأجْلِ دفْعِ حلُولِ نِقَمِه وعَذابِه، بل يُخافُ تعالى تعْظِيما لشَأنِهِ وإجلَالًا لقَدرِه.

2 – الْخَوْفُ مِنَ الْمَخْلُوقِ، وهذا قسْمَانِ:

1 – خَوْفٌ مِنَ الْمَخْلُوقِ يَشْتَمِلُ على التَّألُّه لهُ، فهَذا شِرْكٌ أكبَرُ مُخرِجٌ مِن الْمِلَّةِ.

2 – خَوْفٌ مِنَ الْمَخْلُوقِ لِأَسْبَابٍ يَنْعَقِدُ بهَا، وهو الذِي يُسمَّى بالخوْفِ الطَّبيعِيِّ، وهذا ثلاثةُ أقْسَامٍ:

1 – أَنْ يَكُونَ سَبَبُ التَّخْوِيفِ ظَاهِرًا، كمَن يخافُ مِن سَبُعٍ أو حَيَّةٍ أو عدُوٍّ غَاشمٍ، فهذا لا يقْدَحُ في حالِ العبْدِ.

2 – أَنْ يَكُونَ سَبَبُ التَّخْوِيفِ ضَعِيفًا [كمَن يخافُ مِن هوامِّ الأرض الضَّعيفةِ كالخُنفُساء مثلًا، فهذا جُبنٌ، وحُكمُهُ: الكَراهةُ، إلَّا أن يَتعلَّق بحقِّ الله مع القُدرة عليه فإنَّه يكونُ محرَّمًا].

3 – [أَنْ يَكُونَ السَّبَبُ مُتَوَّهَّمًا لَا أَصْلَ لَهُ؛ كمَن يخافُ من الظَّلامِ، لا لأجْلِ ما قد يكونُ فيه، بل للظَّلام ذاتِه، وهذا يكونُ شِركًا أصغرَ؛ لأنه جعلَ ما ليس بِسَببٍ سَببًا؛ فليسَ الظَّلامُ في نفسِه مُوجبًا للخَوفِ، لكن إن خافَ مِن شيءٍ يَقعُ في أثناء الظَّلام فهذا لا يكُون قادِحًا في توحِيدهِ.

* ويُشترَط في هذا النَّوع: انْتِفاءُ معرفَةِ سببِ التَّخويفِ؛ فإنَّ الإنسانَ قد يخاف من شيء لا يُخوِّف في الأصل لِعَدم معرفتِه به، فإذا لم تُوجد المعرِفةُ لم يكُن هذا مِن جُملةِ الشِّرك الأصغَر] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1411656#_ftn1)).

([1]) حَصَلَ هُنَا انْقِطَاعٌ فِي الصَّوْتِ؛ ولذلك أكلمتُ ما بين المعقوفينِ من فوائد شرح ثلاثة الأصول للعصيمي.

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:21 ص]ـ

* فَائِدَةٌ 77: لَا يزَالُ العبْدُ في خَوْفٍ ورجاءٍ حتَّى تَكمُلَ له عِبادتُه؛ كما قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ: (الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْجَنَاحَيْنِ لِلطَّائِرِ)؛ فكمَا أنَّ الطَّائرَ لا يقُوم طيَرانُه إلَّا بوجُودِهما جَميعًا، فكذلكَ عبَادةُ اللهِ لا تكُونُ إلَّا على هذه الصُّورةِ بأنْ يكُونَ العبدُ راجِيًا لربِّه خائفًا منهُ.

ورأسُ ذلكَ الطَّائرِ: هو محبَّةُ الربِّ جلَّ وعلا، الذي يُرشِدُه ويَسُوقهُ إلَى الِاستكثَارِ مِن محابِّ اللهِ ومرَاضِيه.

* فَائِدَةٌ 78: يُغَلَّبُ الخَوْفُ مِن اللهِ في حالِ السَّعةِ والرَّخاءِ، وَيُغَلَّبُ رجَاءُ اللهِ تعالَى في حالِ الشِّدةِ والضِّيقِ.

* فَائِدَةٌ 79: الرِّيَاءُ: إظهَارُ العبَادةِ ليَراهَا النَّاسُ فيَحْمَدُون صَاحبَها؛ كما قالهُ ابْنُ حجر في فتح الباري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير