تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الامام ابن عبدالبر (463) في جامع بيان العلم وفضله (ص 943):

ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه.

الأصل الثالث: ظواهر نصوص الأسماء والصفات حقٌ يجب اعتقاده.

قال الوليد بن مسلم: سألت الاوزاعي (157) وسفيان الثوري (161) ومالك بن أنس (179) عن هذه الاحاديث التي فيها ذكر الرؤيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 930).

و سأل بشر بن السري حمادَ بن زيد (179) فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا؟ قال: حق كل ذلك كيف شاء الله. رواه ابن بطة في الابانة.

وقال الامام الترمذي (279) في جامعه (عقب حديث 662):

وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ (179) وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (198) وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (181) أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ،. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ؛ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.

وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بن راهويه (238)]: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ؛ فَهَذَا التَّشْبِيهُ، وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ؛ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

و قال الامام نُعيم بن حماد (228):

من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر؛ وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيهاً. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 963) والذهبي في العرش (برقم 209).

وقال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على المريسي (1/ 345):

القرآن عربي مبين تصرف معانيه إلى أشهر ما تعرفه العرب في لغاتها وأعمها عندهم؛ فإن تأول متأول مثلك جاهل في شيء منه خصوصاً أو صرفه إلى معنى بعيد عن العموم بلا أثر؛ فعليه البينة على دعواه، وإلا فهو على العموم أبدا كما قال الله تعالى.

وقال الامام ابن جرير الطبري (310) في التبصير في معالم الدين (ص 140):

فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله -عز وجل- ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قيل: الصواب من هذا القول عندنا، أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه -جل ثناؤه- فقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي (429) المالكي في كتاب الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):

أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير