تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أصعب أبواب الفقه و أسهلها،،،،،،]

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:11 م]ـ

قد مر علي فيما مضى باب بهذا العنوان او يقاربه في هذا الملتقى المبارك، ولكن لم اتمكن من الوقوف عليه والاضافة اليه. أما الداعي لكتابة هذا العنوان فنقاشٌ مع بعض الاخوة حول هذا الأمر، حتى طال النقاش وتشعب وكلٌ أدلى بدلوه وصرنا شعب ومذاهب، وقد نالني العجب كثيرا كثيرا من تباين أقوال الجماعه وتغاربها وتنوعها.

غير ان سبب هذا التباين (في ظني) انما نتج عن عدم التعريف بمعنى الصعوبه و السهولة المقصودة عند الطرح. وبناء عليه اعمل كل واحد منا ومن رفقتنا من طلبة العلم في التدليل على الصعب من ابواب الفقه عنده، بناء على تقريره لمعنى الصعوبة.

والذي أظنه، أنه ينبغى التفريق في معنى الصعوبة بين الصعوبة في الباب الفقهي من جهة التطبيق (وكثرة المسائل الناتجة وتنوعها في هذا الباب) وبين صعوبة الباب في نفسه وسببها الأساس - في ظني - (كثرة النصوص وتنوعها و تخالفها في الظاهر وتعارضها و وجود الناسخ منها والمنسوخ).

فقد يكون الباب يسيرا على المتفقه من جهة التأصيل و النصوص الواردة فيه قليلة غير متعارضة غير ان المسائل الناتجة عنه وتطبيقاته كثرة لاتكاد تنحصر - أبواب السلم في البيوع - على سبيل المثال والعكس كذلك.

وبهذا النظر وعلى ضوء هذا التفصيل قد أجد في نفسي أن اصعب اقسام الفقه هو قسم التعبدات وأصعب أبوابه هو باب (سجود السهو) أما من حيث التطبيق فأصعب ابواب الفقه هو أبواب

(الحيض والدماء). وأنا اعلم ان اكثر الفقهاء قد جعل هذا الباب - الأخير - هو اصعب ابواب الفقه. لكني اجد صعوبته انما هي واقعة من جهة التطبيق فالمتحيرة يمكنك ان تفرد مسائلها في كتاب كامل بلا مبالغه وقل مثل حتى في المبتدأة وغير هذا من مسائل الباب.

واما الفائدة من معرفة هذا الأمر فتتركز على ان تعرف أصل صعوبة الباب فأن كانت الصعوبة من جهة التطبيق كأبواب البيوع أو باب الحيض كما تقدم، فعليك بقواعد الباب والنصوص الجامعه اضبطها و تدرب عليها وخرج عليها المسائل والحرص كل الحرص على ضبط مقصود الشارع ان تبين في الباب، وان كان من جهة النصوص كما تقدم في ابواب سجود السهو فعليك بأهل الحديث و أهل اللغة ارتكز في تقريراتك على ضبطهم وأقوالهم ولو كنت أفقه من ابي حنيفه، ولعلك تعلم ان من كان من الأبواب من القسم الأول (صعوبته من جهة النصوص) فأن مسائلة في الغالب محصورة غير متعددة او متجددة على الأغلب فاضبطها تقصدا، أما ما كان من القسم الثاني فبحر يتجدد ولايمكن حصر مسائله.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - 02 - 08, 12:58 م]ـ

مرحبا بالشيخ الكريم.

وليس عندي كبير شيء أضيفه، لكن فرحتي بمقدمكم تجعلني أتكلف هذه الخواطر الثلاث:

- الأولى: كلامكم المذكور آنفا يكون صحيحا عند إغفال الجوانب الذاتية في التفقه. فالطالب الذي درس بابا فقهيا مثلا على شيخ متمكن في أساليب التدريس، يسهل عليه أكثر من غيره. وكذلك، يصعب على الطالب فهم الأبواب التي لم يدرسها على شيخ أصلا، وإنما أخذها من الكتب. وقد تستمر معه ذكرى الصعوبة، حتى بعد التمكن والرسوخ (كما يقولون في العامية: تبقى عنده عقدة من ذلك الباب). وهكذا دواليك.

وهذه الجوانب الذاتية يصعب - في العادة اجتنابها مطلقا. ولذلك تختلف أحكام الناس تبعا لاختلافهم فيها.

- الثانية: قد يدخل في المعنى الأول من الصعوبة - أي تلك الناشئة عن التطبيق - أمر آخر غير كثرة المسائل وتنوعها، كما تفضلتم ببيانه. وذلك كما يقع في كتاب الحج مثلا، فمن لم يزر تلك الديار، صعب عليه الفهم جدا، مع أن مسائل الحج - بحسب علمي - ليست أكثر من مسائل الطهارة والصلاة، ولكن مشكلتها في ارتباطها بأماكن معينة، غير معروفة عند جميع الناس.

- الثالثة: هل يمكن أن نضيف معنى ثالثا للصعوبة. وهو الارتباط بعلم آخر أجنبي عن الفقه. كما يقع في كتاب الفرائض. فليست صعوبته - عند من صعب عليه - في التنظير ولا في التطبيق. ولكن بعد أن يطبق الفقيه قواعده على مسألة معينة، ويعرف النصيب الواجب لكل واحد من الورثة، يحتاج بعد ذلك إلى أمر زائد، وهو قسمة الميراث بالتدقيق، وهذا يحتاج إلى علم أجنبي هو الحساب.

ولذلك تجد هذه المرحلة الأخيرة أصعب شيء على بعض الفقهاء التقليديين، وهي من أسهل ما يكون على الطلبة العصريين المتمرسين بعلم الرياضيات.

وقد يقال إن هذا سبب للصعوبة لا معنى من معانيها. لكن المعنيان المذكوران في كلام الشيخ أيضا سببان - فيما يبدو.

والله أعلم.

ـ[العارض]ــــــــ[05 - 02 - 08, 01:09 م]ـ

ماشاء الله أهلاً بالشيخ زياد والله فرحت بعودتكم للملتقى ومستفيدين منكم بإذن الله

ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 03:21 م]ـ

جزاكم الله خيراً ياشيخ زياد ... و عَوْداً حميداً مباركاً ... بإذن الله ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير