تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول أسير وصمة ذنبه، الراجي آلاء ربه، محمد هبة الله بن محمد بن يحيى التاجي: إنَّ أسنى المطالب وأعلى الرغايب، تحلية النفس بالكمالات العلمية، وتزيينها بالفضائل العملية. والعلوم وإن علا منارها وسما مقدارها، فعلم الفقه من بينها درة تاجها، وعقد معالم منهاجها.

وكلام رب العالمين وسنة أفضل المرسلين الجامع لكمال العلم والعمل، وكفى من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. وقد اشتهر في الآفاق تأليف العلّامة المفرد والفهامة الأوحد ـ فقيه الرواية والدراية، علم الهداية والولاية ـ العلّامة زين الدين بن نجيم قدّس الله روحه ... المسمى بالأشباه والنظائر الذي لم ينسج على منواله الأوائل والأواخر، وقد رام كشف لثام معانيه جهابذة الأعلام، والغوص على درر لآليه أئمة عظام، بيد أنَّ فرائده بعدُ في أصدافها مستورة، ومخدرات طرائده تحت النقب مغمورة، وقد كنت قرأته قراءة بحث وتحقيق وتدبر وتدقيق على خاتمة الفقهاء والمحدثين وعمدة الأعلام والمدققين، العلّامة صالح بن إبراهيم بن سليمان الجينينيّ الدمشقي الحنفي ... وقد كنت وأنا بدار السلطنة العلية أسير اغتراب، كثير أوصاب، جمعت ما كنت كتبته حين إقرائه فجاء بحمد الله شرحاً لم يُسبق بمثاله، ولم ينسج على منواله، فبعد أن فضضت عنه مسك الختام، وأزلت عنه لثام التمام، سميته بالتحقيق الباهر شرح الأشباه والنظائر ... إلخ.

وله من المصنّفات:

ـ سلك القلائد فيما تفرق من الفرائد.

ـ سهام المنية على منكر تعدد الارشدية.

32) شرح الأشباه (تنوير الأذهان والضمائر):

المولى مصلح الدين مصطفى الشهير بمصدّر بن خير الدين الرومي القاضي الحنفي الشهير بجلب.

قرأ على علماء عصره ثم صار مدرساً بسلطانية مغنيسا، ثم قاضياً بحلب ثم قاضياً بمكة، توفى قريباً من القسطنطينية سنة 1025هـ، وكان رحمه الله عالماً فاضلاً حليم النَّفس صحيح العقيدة محبّاً للخير.

وكتابه هذا شرحٌ للفن الثاني من الأشباه والنظائر، وهو فن الفوائد والضوابط الفقهية، وعني بالجانب الفقهي أكثر من غيره، وبين الخلاف بين أئمة المذهب الحنفي باختصار، وذكر آراء غيرهم أحياناً، مع الاستدلال لكل فريق بإيجاز.

جاء في مقدمة النسخة المخطوطة: الحمد لله الذي تقدست عن الأشباه والنظائر ذاته، وتنزهت عن مشابهة الأشياء والتصاوير صفاته، ودلّت على إتقان وحدانيته في بادي النظر مصنوعاته ... وبعد: فيقول تراب أقدام العلماء العاملين قليل البضاعة بين العالمين العبد الفقير مصطفى بن خير الدين عفا عنهما مالك يوم الدين: لما كان المختصر المسمّى بالأشباه والنظائر للإمام الفاضل الماهر، في دقائق العلوم والظواهر، زين الدين بن نجيم الحنفي، الفائز بالنول الوفي، الذي قدْرُ أوصافِه علا و رَقِي، عن بيانٍ لها على? ورقي، أسكنه الله في جنة مفتحة الأزهار، وأركنه على أرائك تجري من تحتها الأنهار ... بل هي درة مكنونة في صدف المعارف، ولهذا لا يهتدي إلا الغواص العارف، أردت أن أغوص في نياره لاستخراج درر المعاني في قعر بحاره، بعد التماس طائفة من الخلان، بل شرذمة من أعزة الإخوان حين كانوا يشتغلون على قراءته، ويشدون نطاق الجدّ في درايته بحيث اقترحوا عليّ غاية الاقتراح، في كل غداة وصباح أن أكتب لهم ما يذلل الصعاب، ويميز القشر عن اللباب ظناً منهم بأنَّ لي من هذا الفن قسطاً موفوراً، ونصيباً مفروضاً، فقلت لهم: إنَّ بعض الظن إثم ... وحين أعادوا الإلحاح علي ثانياً وعنان الاقتراح ... نظرت أنه لو كرر الاعتذار والالتماس لوصل إلى ضرب أخماس بأسداس، فلاح لي أن ليس فيه فلاح سوى إسعاف حاجتهم ... فجاء بحمد الله كما يروق النواظر ويجلو أصداء الأذهان ويرهف البصائر، لهذا سميته بتنوير الأذهان والضمائر في شرح الأشباه والنظائر ... إلخ.

ـ وله العقد النظيم في ترتيب الأشباه والنظائر.

33) شرح الأشباه (تنوير البصائر على الأشباه والنظائر):

شرف الدين عبد القادر بن بركات بن إبراهيم الغزي الحنفي، ويقال له ابن حبيب، فقيه عارف بالتفسير والعربية.

توفى رحمه الله سنة 1005هـ.

وصل فيه إلى آخر الفن السادس وهو فن الفروق، وجعل ذلك نهاية لكتابه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير