عُني فيه بالفروع الفقهية أكثر من العناية بالقواعد، ذاكراً ما أغفله ابن نجيم من الاستثناءات، وما تركه من القيود المهمات، ومنبهاً على ما طغى به قلم مراده، وما عثر به كريم جواده، ومورداً فيها تحقيقات ينشرح لاستماعها الكسلان، وفوائد مهمة يطرب لتلاوتها التكلان.
وبين المؤلف الخلاف بين علماء المذهب الحنفي بإجمال، مشيراً في بعض الأحيان إلى اختلاف الروايات عنهم، وما به الفتوى في المذهب الحنفي، مع التطرق إلى رأي غيرهم، مع ذكر الدليل أحياناً.
جاء في مقدمة النسخة الأزهرية المخطوطة: «يقول الراجي عفو ربه الغافر الفقير شرف الدين بن عبد القادر الحنفي الغزي غفر الله تعالى له وبالخير حُبي: إن كتاب الأشباه والنظائر ـ تأليف الشيخ الإمام والحبر الصمام والبحر القمقام واليم الزاخر، والسحاب الماطر، كشاف حقايق المشكلات، حلال دقايق المعضلات، مكمّل الفنون السنية، جامع العلوم العليّة، مقيد الفروع والأصول، ناهج مناهج المعقول بالمنقول، ينبوع الفضايل والحقايق واليقين، تاج الفضلاء، إمام الفصحاء، مفيد الطالبين، المختص بعناية الملك العلي، الشيخ زين بن نجيم الحنفي ـ من أفخر الكتب تصنيفاً، وأجلها أسلوباً ظريفاً، وأرشقها في العبارات، وأدقها في الإشارات، وهو في بابه عديم النظير، جامع من الفقه للجم الغفير.
فبينا أنا أسبح في لجج بحاره، وألتذ بافتضاض مستورات أبكاره، إذ عرض لي خاطر أن أضع عليه حاشية، فاهتزيت لذلك كالروض للأمطار، وسارت في امتثاله كالماء للقرار، سميتها بتنوير البصائر على الأشباه والنظائر، ذاكراً فيها ما أغفله من الاستثناءات، وما تركه من القيود المهمات، ومنبهاً على ما طغى به قلم مراده، وما عثر به كريم جواده، ومُورداً فيها تحقيقاتٍ ينشرح لها الكسلان، وفوايدَ مهمة يطرب لتلاوتها التكلان، وبالله المستعان، إنه حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الجليل». انتهى?.
34) شرح (حاشية) الأشباه (زواهر الجواهر النضاير):
صالح بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب الغزي التُمُرْتاشي الحنفي، فقيه أديب، ولد سنة 980هـ وتوفى سنة 1055هـ، نجل صاحب تنوير الأبصار، من كبار علماء الحنفية في عصره، ممن له إحاطة بفروع المذهب.
حاشيته حافلة بالنقول من أمهات كتب المذهب الحنفي، منها ما ذهب في لجة التاريخ ولا تجد له أثراً في تراثنا المطبوع والمخطوط، مما يجعل الكتاب مرجعاً مهماً في بابه، ومؤلفه من كبار فقهاء الحنفية في عصره، وصفه المحبي بالإمام ابن الإمام، وأنه كان فاضلاً متبحراً بحاثاً، وله إحاطة بفروع المذهب ... ونفع الناس في الفتاوى، وألَّف التآليف النافعة، منها حاشية على الأشباه والنظائر.
وله من المصنّفات:
ـ أبكار الأفكار وفاكهة الأخيار.
ـ شرح الألفية في النَّحو.
ـ شرح تاريخ شيخ الإسلام سعدي المحشي.
ـ شرح تحفة الملوك.
ـ العناية في شرح النقاية في الفروع.
ـ منظومة في الفقه.
وغير ذلك.
35) شرح الأشباه (عمدة ذوي البصائر بحل مهمات الأشباه والنظائر):
إبراهيم بن حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بيري الحنفي المفتي بمكة المكرمة، أحد أكابر الفقهاء الحنفية، انفرد في الحرمين بعلم الفتوى.
جاء في مقدمة النسخة المخطوطة: الحمد لله الذي أعلى منار الفقهاء في الأنام، وجعلهم سراجاً وهاجاً في دجى الظلام، ومرجعاً لإيضاح الحلال والحرام، وخصهم بكونهم ورثة الأنبياء في بيان أحكام النوازل في الأحكام، وأنفذ لهم الكلمة أن صاروا حكام الحكام ... فيقول الفقير إلى الله تعالى إبراهيم بن حسين بن أحمد بن بيري زاده الحنفي لطف الله به: لما كانت الأشباه والنظائر من الكتب التي لم يسبق لها نظير، وقد جمعت من نفائس الفروع الجمّ الغفير، حتى صارت عمدة للناظر، وذخيرة ذوي البصائر، غير أن فيها المطلق والمجمل والعام، والروايات الضعيفة وخلاف منقول مذهب الإمام، أحببت عند ذلك أنْ أقيد المطلق منها في الباب، وأفصل ما أجمله في الخطاب، وأنصَّ على ما هو منقول الإمام والأصحاب، وأذكر الرواية في غالب ما قال فيه، إن لم يقف على رواية مع زيادات في المستثنيات، وأنبه على عدم صحة استثناء بعض المستثنيات، وأبين الراجح والمعتمد من الروايات، وأزيد بعض الأبواب بالفوائد المهمات، وبعضاً منها أعنونه بالفرائد المفردات، وليس لي في ذلك قول ولا
¥