تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإلى الكتب التي فتشت في الإخلاص -على تعنُّتٍ في بعضها! -.

والله أعلم.

ـ[عبد]ــــــــ[31 - 05 - 05, 09:33 م]ـ

نعم بارك الله فيك، الوجه السابع الذي ذكرت من أحسن ما يقال. فالمرء يحصّل من الأجر بقدر إخلاصه لله وينقص من أجره بقدر تعلق قلبه بالمطلب الدنيوي.

ولكن ماذا لو قلنا: الشخص يطلب مطلباً دنيوياً - ويخلص لله ليحقق له ذلك! - ولكنه يصنع ذلك ليتوصل بهذا الطلب إلى تحقيق مطلب أسمى وأشرف منه. كيف يكون ذلك؟

قلت: كمن يريد بطاعته لله أن يثيبه بسط الرزق و سلامة الأولاد لكي يتفرغ لطلب العلم وتدريسه أو ليتعفف عمّا في أيدي الخلق. هذه مشروعة ومثاب عليها دنياً وآخرة بإذن الله. ومن الآدلة على ذلك قول سليمان عليه السلام {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}

قال القرطبي رحمه الله:

((يقال: كيف أقدم سليمان على طلب الدنيا , مع ذمها من الله تعالى , وبغضه لها , وحقارتها لديه؟. فالجواب أن ذلك محمول عند العلماء على أداء حقوق الله تعالى وسياسة ملكه , وترتيب منازل خلقه , وإقامة حدوده , والمحافظة على رسومه , وتعظيم شعائره , وظهور عبادته , ولزوم طاعته , ونظم قانون الحكم النافذ عليهم منه , وتحقيق الوعود في أنه يعلم ما لا يعلم أحد من خلقه حسب ما صرح بذلك لملائكته فقال: " إني أعلم ما لا تعلمون " [البقرة: 30] وحاشا سليمان عليه السلام أن يكون سؤاله طلبا لنفس الدنيا ; لأنه هو والأنبياء أزهد خلق الله فيها , وإنما سأل مملكتها لله , كما سأل نوح دمارها وهلاكها لله ; فكانا محمودين مجابين إلى ذلك , فأجيب نوح فأهلك من عليها , وأعطي سليمان المملكة)). أ. هـ.

ولكن السؤال فيمن لا يريد بإخلاصه لله تعالى إلا متاع الدنيا. إن قلنا أخلص إخلاصاً متمحضاً فقد فعل وإن قلنا أراد الدنيا لذاتها ولم يرد غيرها فقد فعل. وهذا حصوله ممكن. والسبب هو أن محل الإخلاص غير محل الإرادة بحيث يمكن أن يحصل اجتماعهما. ويمكن أن يستدل بقوله تعالى: {ومن الناس يقول ربنا آتنا في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق}. والآية بمفهوم المخالفة تدل على أن من يقول ذلك له خلاق في الدنيا وليس له (بمنطوق الآية) في الآخرة من خلاق، أي نصيب. ويدخل في ذلك المسلم إذ قد يطلب بإخلاصه ثوابه في الدنيا فيعطاه لأن الله لا يرد مراد من أخلص له في الطلب ولو كان يطلب بإخلاصه مباحاً من مباحات الدنيا.

ولذلك قال القرطبي رحمه الله: ((فنهوا عن ذلك الدعاء المخصوص بأمر الدنيا , وجاء النهي في صيغة الخبر عنهم , ويجوز أن يتناول هذا الوعيد المؤمن أيضا إذا قصر دعواته في الدنيا)) أ. هـ.

ـ[مسعر العامري]ــــــــ[31 - 05 - 05, 10:56 م]ـ

أخي المحب ..

أما المذموم في آية البقرة فهو الذي اجتمع فيها وصفان 1 - يقول ربنا آتنا في الدنيا 2 - وما له في الآخرة من خلاق ..

يعني أن همه وهمته في أموره كلها الدنيا، وما له في الآخرة من خلاق ..

أما من دعا شيئاً لنيل الدنيا فلا يذم، ولو لم يكن مراده إلا حاجة الدنيا ..

والمفهوم لا عموم له ..

ثم الدعاء لأمور الدنيا أوسع من فعل القربات لأجل الدنيا، وبينهما فرق ظاهر -عندي على الأقل- ..

حتى جاء في الحديث المروي عن أنس مرفوعاً: (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع) رواه الترمذي عن أبي داود (!) ..

ورواه البزار: " وحتى يسأله الملح " وفي إسنادهما مقال، والخوف من الإرسال.

وقال عائشة رضي الله عنها: (سلوا الله كل شيء حتى الشسع فإن الله إن لم ييسره لم يتسر).

رواه أبو يعلى

وعلى كل فالأمر كما سبق:

[[[وسر المسألة والله تعالى أعلم: أن الله تعالى -أو نبيه صلى الله عليه وسلم- ذكر هذا الفضل لتتشوف النفوس إليه.

والعامل إنما عمل إيماناً بالله تعالى، وتصديقاً بالغيب الذي أخبر به، وسعياً فيما حث عليه ..

ويبعد أن يدعو الداعي إلى شيء ويمنع من التفات القلب إليه!]]]

ـ[عبد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:26 ص]ـ

للرفع لمن لديه ما يفيد.

ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 01:49 م]ـ

ويضاف إلى ذلك ما فاضت به نصوص الكتاب والسنة بذكر ثواب الجنة وما فيها من الجنات والنهار والحور والحلي واللباس ..

فلعبرة بقدر إخلاصه لله تعالى؛ أي تعلق قلبه به-دون النظر إلى التفاته لثواب الدنيا ما دام أنه عمله لله- ..

فقد يعظم تعلق قلبه لله تعالى -وإن كان فيه التفات لثواب الدنيا- تعلقاً أعظم ممن عمل هذا العمل على أنه قربة ولم يلتفت للدنيا، فيفضله لأجله تعلق قلبه به من هذه الحيثية.

ـ[مسعر العامري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:15 م]ـ

فالله رتب على الطاعات ثوابا في الدنيا من طيب الحياة وسعة الرزق ونسأ الأجل -باختلاف الأعمال-

ورتب عليها ثواباً في الآخرة من الجنات والأنهار والقصور ..

أفيدعوهم ربهم إلى ذلك بأحسن الحديث ويثني متشابه الكلام المثاني ثم لا يقع في القلب طمع فيه؟

فالمحمود: طلب رضا الله، وامتلاء القلب بمحبته، وإخلاص العمل له، والرغبة مع ذلك فيما عنده مما رتبه على الطاعات من ثوابي الدنيا والآخرة.

والمذموم: أن يعمل العمل لأجل الدنيا بلا إخلاص.

ويقرب من الذم: أن يخلص العمل لله؛ لكن يعظم عنده ثواب الدنيا العاجل ويتلفت إليه أكثر من التفاته لرضا الله.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير