تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحفة الأيام في فوائددروس بلوغ المرام (6) لخليفةابن عثيمين الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله-]

ـ[أبو عباد]ــــــــ[23 - 05 - 05, 06:35 ص]ـ

-عن جابر?قال: قال رسول الله?:"إذا تغوّط الرجلان فليتوار كل واحد منهما عن صاحبه، ولا يتحدثا، فإن الله يمقت على ذلك".رواه وصححه ابن السكن، وابن القطان، وهو معلول.

الرجلان: هنا من باب التغليب، لكن يدخل في ذلك المرأتان.

المقت: هو أشدّ الغضب.

الفوائد:

1 - النهي عن التغوّط والتبوّل وكل واحد منهما يتحدّث إلى صاحبه.

*إن كانا يتحدثان وينظر كل واحد منهما إلى عورة الآخر، فهو حرام. وإن كانا يتحدثان وبينهما حائل، فهو منهي عنه؛ لأنه يقتضي طول المُكث.

2 - المشروع لمن يقضي الحاجة أن يبتعد، لقوله"فليتوار"،والابتعاد أو الاستتار نوعان:

• واجب: بحيث لا تنكشف العورة ولا تُرى.

• مستحب: بحيث يستتر كليّاً.

3 - النهي عن التحدث حال قضاء الحاجة، لقوله:"ولا يتحدثا"،ولأن التحدث حال قضاء الحاجة يستلزم طول المُكث، وظاهر الحديث:"ولا يتحدّثا"سواء كان أحدهما يرى الآخر أو لا يراه، فالتحدّث حال قضاء الحاجة منهي عنه وإن كان لا يراه.

4 - فيه دليل على إثبات المقت لله سبحانه وتعالى، وهو أشدّ البُغض، وهو بمعنى السَّخَط، وهي ثابتة بالكتاب والسنة: قال الله تعالى: {كَبُرَ مقتاً عند الله}،

وقال تعالى {وَغَضِبَ الله عليهم} وقال تعالى {فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ... }.

وقال النبي?:"إن الله يُبغِض الفاحش البذيء" وقال عليه الصلاة والسلام:"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك" وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي:"إن رحمتي سبقت غضبي".

#فهذه الصفات تُثبَت لله تعالى على وصف الكمال، وعلى وجه يليق بالله سبحانه وتعالى. المعطِّلة فسّروا البغض لله بأنه الانتقام أو إرادة الانتقام، أو العقوبة أو العذاب، ففي قوله تعالى {غضب الله عليهم} أي انتقم منهم أو عاقبهم أو عذّبهم، وهذا تفسير باطل من وجوه:

أ- أنه مخالف لظاهر اللفظ، مخالف لظاهر النصوص، إذ أن ظاهر النصوص {وغضب الله عليهم} أنه غضب حقيقي يليق بالله تعالى.

ب-أنه مخالف لتفسير السلف ولإجماعهم، إذ أنهم فسروا الغضب بأنه الغضب.

ج-أن تفسير الغضب بالانتقام أو بإرادة الانتقام ليس عليه دليل صحيح.

د-أن الله تبارك وتعالى غَايَرَ بين الغضب وبين الانتقام، فقال {فلما آسفونا} أي أغضبونا {انتقمنا منهم} فجعل الانتقام نتيجة للغضب.

# فائدة: قال الله تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} آسفونا أي أغضبونا، والأَسَف في اللغة له معنيان:

1 /الغضب.

2 /الحُزُن، وهذا لا يجوز على الله؛ لأنها صفة نقص، فكل صفة نقص فإن الله منزّه عنها، ومن ذلك قول الله تعالى عن يعقوب عليه الصلاة والسلام: {وقال يا أسفى وابيضّت عيناه من الحزن وهو كظيم}.

? ? ?

102 - عن أبي قتادة?قال: قال رسول الله?:"لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسّح من الخلاء بيمينه، ولا يتنفّس في الإناء".متفق عليه واللفظ لمسلم.

لا: ناهية. * يمسكّن: المسك أشدّ من المسّ؛ لأن المسك مسك وزيادة.

وهو يبول: أي كونه حال تبوّله.

اليمين: باليد اليمنى، ق1) قيل: مأخوذ من اليُمن وهو البركة. ق2) وقيل: من القوة؛ لقوله تعالى {لأخذنا منه باليمين}.

لا يتمسّح: لا يستنجِّ، يعمّ القُبُل والدّبُر أي البول والغائط.

لا يتنفّس: لا يُخرج نفسه من جوفه في الإناء، ظاهر الحديث: سواء كان طعاماً أو شراباً.

الفوائد:

1 - النهي عن مسّ الذكر باليمين حال البول، واختلف العلماء هل النهي للتحريم أم للكراهة:

ق1) جمهور العلماء: للتنزيه والكراهة؛ لأنه متعلق بالآداب، وكل ما تعلّق بالآداب فإن النهي يكون من باب التنزيه يعني مكروه.

ق2) مذهب الظاهرية: للتحريم؛ لأن الأصل في النهي التحريم؛ لأن النبي?قال:"لا يمسنّ"والأصل في النهي التحريم.

# (وهو يبول):مفهومه أنه لو كان لا يبول يجوز المسّ أي يمسّ ذكره، وهذا فيه خلاف:

ق1) من العلماء من قيّد النهي في حال البول للحديث"وهو يبول".

ق2) ومن العلماء من قال: إنه عام، وعلّلوا ذلك بأمرين:

أ - أنه جاء في بعض روايات الحديث الإطلاق:"لا يمسنّ أحدكم ذكره بيمينه".

ب - أنه إذا نُهي في مسّ الذكر باليمين في حال البول مع أنه ربما احتاج إلى ذلك في حال تبوّله، ففي غير حال البول من باب أولى، والاحتياط ألاّ يمسّه.

من الفوائد:2 - النهي عن الاستنجاء باليمين، ويدخل في ذلك الاستجمار؛ لأن قوله:"ولا يتمسّح"وهذا يعمّ الاستنجاء والاستجمار، وتدخل المرأة في ذلك،

والحكمة من النهي: إكراماً لليمين، وأن الله شرّفها، وكرّمها الله قَدَراً وشرعاً.

كرّمها قَدَراً: أ-أنها أقوى من اليسار. ب-وأن اليمنى بها العمل أي يصافح ويأكل بها.

وكرّمها شرعاً: كما في هذا الحديث.

3 - النهي عن التنفّس في الإناء، والحكمة من ذلك أمران:

أ /قد يَشْرَق؛ لأن الماء أو الأكل داخل للجَوْف، والهواء خارج من الجَوْف، فيتصادم النَّفَس مع الشيء الداخل، فيحصل الشَرَق.

ب/قد يُقَذّرُه، ويُقزّزُه على من يكون بعده، فربما يكون في هذا الرجل أمراض مزكوم أو مُصاب بمرض، فربما انتقل المرض والقاذورات في الإناء، فقذّرَه على من بَعْدَه.

# ظاهر الحديث: سواء المتنفّس في الإناء يستعمل الإناء لوحدِه أو لغيره؛ لعموم الحديث. لكن من نَظَر إلى العلّة سيقول أنه يُقزّزُه على من بعدَه، قال هذا خاص فيما إذا كان سوف يشرب أحد بعده، لكن تبقى العلّة الأولى وهي الشَّرَق سواء سيشرب أحد بعده أم لا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير