تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دلائل الوحدانية (موضوع للمشاركة)]

ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[14 - 05 - 05, 08:06 م]ـ

إخوتي الأحباب مقرر في الفطر السليمة السوية وحدانية الله جل جلاله وتقدست اسمائة وحدانيته في الخلق والملك والتدبير واستحقاقه وحده للعبادة وقد وقفت على كلام جميل جليل للقاضي صدر الدين على بن محمد ابن ابي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية ومن لديه المزيد من الفوائد والدرر في هذا الموضوع المهم جدا فلا يبخل على إخوانه به

((قوله: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له)

ش: أعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل قال تعالى: {لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال هود عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال صالح عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال شعيب عليه السلام لقومه: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [وقال صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله] ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهاده أن لا إله إلا الله لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقب بلوغه بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك ولم يوجب أحد منهم على وليه أن يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين وإن كان الإقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ووجوبه يسبق وجوب الصلاة لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك

وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء: كمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين أو أتى [بغير ذلك من خصائص الإسلام ولم يتكلم بهما هل يصير مسلما أم لا؟ والصحيح أنه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الإسلام فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا [كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة]] وهو أول واجب وآخر واجب

فالتوحيد أول الأمر وآخره أعني: توحيد الإلهية فإن التوحيد يتضمن ثلاث أنواع:

أحدها: الكلام في الصفات والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء والثالث: توحيد الإلهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له

أما الأول: فإن نفاة الصفات أدخلوا نفي الصفات [في] مسمى التوحيد كجهم بن صفوان ومن وافقه فإنهم قالوا: اثبات الصفات يستلزم تعدد الواجب وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فإن اثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وانما الذهن قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية التعطيل وهذا القول قد أفضى بقوم الى القول بالحلول والإتحاد وهو أقبح من كفر النصارى فإن النصارى خصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميع المخلوقات ومن فروع هذا التوحيد: أن فرعون وقومه كاملو الإيمان عارفون بالله على الحقيقة

ومن فروعه: أن عباد الأصنام على الحق والصواب وأنهم إنما عبدوا الله لا غيره

ومن فروعه: أنه لا فرق في التحريم التحليل بين الأم والأخت والأجنبية ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح والكل من عين واحدة لا بل هو العين الواحدة

ومن فروعه: أن الأنبياء ضيقوا على الناس

تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

وأما الثاني: وهو توحيد الربوبية كالإقرار بأنه خالق كل شيء وأنه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والأفعال وهذا التوحيد حق لا ريب فيه وهو الغاية عند كثير من أهل النظر والكلام وطائفة من الصوفية وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضة طائفة معروفة من بني آدم بل القلوب مفطورة على الإقرار به أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير