تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الإمام أحمد أجاز التوسل بالنبي]

ـ[أبو صهيب]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:07 ص]ـ

قرأت في أحد كتب ابن سحمان رحمه الله أن الإمام أحمد أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فهل حد من الأخوة يفيدنا

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 05 - 05, 10:15 ص]ـ

قرأت في أحد كتب ابن سحمان رحمه الله أن الإمام أحمد أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فهل حد من الأخوة يفيدنا

أخي وفقك الله:

أولا: نطالبك بنقل كلام الشيخ، واسم الكتاب.

فإن فعلت .. يُجاب عليه بإذن الله.

ـ[الطنجي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:40 م]ـ

القول بأن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم صحيح.

وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام في (التوسل والوسيلة)، وأفاض في توجيهه أيما إفاضة.

وحاصل ما ذكره الشيخ: أن التوسل بالنبي يستعمل في ثلاثة معان:

ـ الإقسام على الله تعالى بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ـ سؤال الله تعالى بطاعته.

ـ التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته.

وحمل، رحمه الله تعالى، التوسل الذي يجيزه الإمام أحمد على المعنى الأول، الذي هو الإقسام على الله تعالى بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى المعنى الثاني، الذي هو سؤاله تعالى بتصديق النبي ومحبته واتباعه.

والحمل على المعنى الثاني، بمعنى التصديق والمحبة والاتباع والطاعة ظاهر.

وأما الحمل على المعنى الأول، الذي هو الإقسام على الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنما هو باعتبار أن الإمام أحمد، رحمه الله تعالى، ورد عنه في الإقسام على الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم روايتان:

رواية بالمنع، وهي الموافقة لمذهب الجمهور.

ورواية بالجواز، وهي المخالفة لمذهب الجمهور.

وعلى رواية الجواز حمل شيخ الإسلام قوله بجواز التوسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد استفاض شيخ الإسلام في مناقشة تلك الرواية القائلة بجواز الإقسام، وبين أنها على خلاف الحق، وأن الأدلة الشرعية قاضية بالمنع، وأن الحق في ذلك مع الجمهور، وأن الإمام أحمد، إن صحت الرواية عنه، مخطئ في ذلك.

فلله دره من رجل لا يتعصب إلا للحق، وإن خالف ذلك قول إمامه.

وكنت كتبت على عجالة أن قول الإمام أحمد بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يحمل على التوسل بتصديقه ومحبته واتباعه، وأحلت في ذلك على كتاب (التوسل والوسيلة)، غير أن بعض الإخوة، جزاه الله خيرا، حذف التعليق، وأرسل إلي ينبهني إلى ضرورة عدم نسبة الكلام إلى العلماء دونما تثبت وتوثيق، حتى لا يفضي ذلك إلى فتح باب يصعب ضبطه، ويدخل منه فساد كثير.

وقد أصاب الأخ الكريم في ملاحظته وتصرفه، فنسأل الله تعالى أن يزيده يقظة وحرصا، ويجزيه خير الجزاء.

وها هي النقول التي تدل على الوحهين اللذين يحمل عليهما قول الإمام أحمد، رحمه الله، وكلها من كلام شيخ الإسلام في (التوسل والوسيلة).

قال الشيخ:

(لفظ التوسل يراد به ثلاثة معان:

أحدهما: التوسل بطاعته، فهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به.

والثاني: التوسل بدعائه وشفاعته، وهذا كان في حياته ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته.

والثالث: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة أو عن من ليس قوله حجة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى.

وهذا هو الذي قال أبوحنيفة وأصحابه: إنه لا يجوز، ونهوا عنه حيث قالوا: لا يُسأل بمخلوق، ولا يقول أحد: أسألك بحق أنبيائك.

قال أبوالحسين القدوري في كتابه الكبير في الفقه المسمى بشرح الكرخي في باب الكراهة: وقد ذكر هذا غير واحد من أصحاب أبي حنيفة.

- قال بشر بن الوليد حدثنا أبويوسف قال: قال أبوحنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وأكره أن يقول: "بمعاقد العز من عرشك" أو "بحق خلقك". وهو قول أبي يوسف. قال أبويوسف: بمعقد العز من عرشه هو الله فلا أكره هذا، وأكره أن يقول بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير