تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5ـ أن التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء، قال الكمال بن الهمام الحنفي (ومما تعارف عليه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح و الاشتهار لتحريرات النغم إظهار للصناعة النغمية لا إقامة العبودية؛ فإنه لايقتضي الاجابة بل هو من مقتضيات الرد ... فاستبان أن ذلك من مقتضيات الخيبة والحرمان) فيض القدير للمناوي1/ 229.وقال: ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء كما يفعله بعض القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى السؤال والدعاء وما ذاك الا نوع لعبٍ، فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة أدى سؤاله بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني نُسب البتة إلى السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة هو التضرع لا التغني.ا. هـ

ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه يقرأ القرآن بالمدود والقلقلة والإخفاء والإظهار، حتى إنك ترى بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين الدعاء.

**ثانيا: من المحدثات: رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر لأمور:

1ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنكر على الصحابة عندما رفعوا أصواتهم بالدعاء فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس اِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده. قال الحافظ في الفتح 6\ 135: قال الطبري: فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين.ا. هـ.

2ـ قال شيخ الاسلام في الاستقامة 1/ 322: إن رفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان، والتلبية، ونحو ذلك، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعا شديدا .... وقد قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) سورة الأعراف 55 وقال عن زكريا (إذ نادى ربه نداء خفيا) سورة مريم 3 وقال تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) سورة الأعراف 205 وفي هذه الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه كما قال الحسن البصري رفع الصوت بالدعاء بدعة وكذلك نص عليه أحمد ابن حنبل وغيره. ا.هـ.

3ـ وقال الألوسي في روح المعاني ج8/ص139:

وترى كثيرا من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصا في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد، وروى ابن جرير عن ابن جريج: أن رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار اليه بقوله سبحانه (إنه لا يحب المعتدين).ا. هـ.

4ـ أخرج البخاري في صحيحة 5/ 2331: عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) أنها قالت: أنزلت في الدعاء.

**ثالثاً: من ألأمور المحدثة في الدعاء: السجع:

1ـ فقد كرهه السلف ونهوا عنه، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون الا ذلك الاجتناب .. ).رواه البخاري.

2ـ وهو أيضا من أسباب عدم الاجابة؛ ولذلك قال القرطبي 7/ 226 (ومنها ان يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره، ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء) ا. هـ.

**رابعاً: من الأمور المحدثة: الإطالة في الدعاء:

1ـ فقد جاءت السنة في التحذير منه والحث على الاقتصار على الجوامع و الكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة، بل فهم السلف الصالح أن التطويل في الدعاء هو نوع من الاعتداء كما جاء في سنن أبي داوود أن سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير