تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الدكتور عبد الغني محمد مليباري الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: إن البرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن - بعد دراسة وتقص - ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في االماكروبيوتك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها - في بعض تطبيقاتها - لوثات مختلفة من أديان الشرق، ثم أنها تقود في مستوياتها المتقدمة - ما بعد مستوى المدرب - إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانيه التي هي أديان الوثنية الجديدة في الغرب، أما بخصوص النمهج العلمى المتبع لإثبات صحة فرضيات البرمجة العصبية فيقول الدكتور مليبارى: وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء المنهج العلمي، فنجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها، وربما لهذا لم تلق ترحيبا في الأوساط العلمية في معظم دول العالم للأسباب التالية: 1ـ كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات NLP ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علميا، حيث تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية. 2ـ نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج، ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز.

وسوف أقدم هنا تقيمين اتبعا منهجاً علمياً في نقدهما للبرمجة: الأول هو التقويم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ففي عام 1987م، و بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Institute بتمويل أبحاث تحت مظلة "تحسين الأداء البشري" على أن تقوم بها الأكاديميات القومية US National Academies التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي، وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة، وضمان توازن مناسب، وعهد لمجموعات مختلفة مراجعة البحوث حسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربعة، ثم قدم الفريق ثلاثة تقارير: الأول في عام 1988م، والثاني في عام 1991م، والثالث في عام 1994م وقد قدم التقرير الأول تقويماً للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية التي ذكر عنها ما نصه: "إن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـ NLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين، وليس هناك تقويم للـ NLP كنموذج لأداء الخبير".

واستمر البحث والتحري في مجال "تحسين الأداء البشري" وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـ NLP حيث أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر، وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفى ا لتقرير الثالث ـ نصاً ـ في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قُدم في التقريرين الأول والثاني.

أما التقييم الثاني: صاحبه الدكتور"روبرت كارول" أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا" الذي قال: "رغم أني لا أشك أن أعداداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ NLP إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـ NLP ، فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس لها. كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تُظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة. (راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان "المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين") .. فهذه شهادة بعض أهلها فيها، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية، وفي بلد من أبرز البلاد تقدما في منهجيات البحث والتحري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير