تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

. . . طبعا ً ليست كل استخدامات الإرساء بهذا السوء ولكن تتفاوت بتفاوت المستخدمين وظروف الاستخدام، وربما كان التهرب من ضغوط الواقع علاجاً لبعض الحالات المرضية وأقول المرضية وهذا ينبغي أن يحدده الأطباء النفسيون وليس أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين.

التواصل بين الناس

قالوا: عناصر الاتصال، يشترك في عملية التخاطب والاتصال الكلمات بنسبة (07/ 0) والنبرة الصوتية بنسبة (038/ 0) وتعبير الجسم بنسبة (055/ 0).

وأقول: إن تشويه المفاهيم يكون على درجات فمنها ما يتناول المفهوم كله بالتشويه والتغيير ومنها ما يتناول أجزاءه فيجعل الجزء الصغير الثانوي هو الأساس و يهمّش الجزء الأساسي، وهذا ولاشك يؤدي إلى انحراف المفاهيم. والتلاعب بحجوم الأشياء هو ما سلكوه في عناصر الاتصال: فكلنا يعلم أن نبرة الصوت لها أثرها وإشارات الجسم لها فعلها ولكن الكلام هو الأساس في التواصل؛ فبإمكانك أن تمسك المعجم وليكن مختار الصحاح مثلاً، وتقرأ مواده من أولها إلى آخرها وتحاول أن ترسم بجسدك معنى الكلمة لتوصلها إلى غيرك وعندئذٍ يظهر لك مقدار الكلمات التي بإمكانك إيصالها بلغة الجسد فتجد أنها جدُّ ضئيلة، فضلاً عن أنّ الكلمات الواردة في المعجم تعطيك معاني جديدة بمحاذاتها لأخرى لتعلم أن المعاني والمفاهيم الممكن تشكيلها بكلمات المعجم غير متناهية وهذا كله يجري بالتواصل الكلامي، فأين هذا الكم الهائل من النبرة و لغة الجسد؟

ونسأل: أانْتَقَلَت علوم الأقدمين إلينا بلغة الجسد و النبرة أم بالكلمات؟

وأيّ عاقل يصدق النِسَبَ التي وضعوها لنا! وعندنا أن لغة الجسد وحركة العيون و النبرة يزداد تأثيرها في حالات خاصة كالاستجواب، لاسيما في الجرائم و عند المنافقين الكذابين الذين لا وزن لكلامهم، فنحاول أن نتبين حقيقتهم من نبرة الصوت وحركة العيون و الجسد، و هذا ما يهتم به المحللون النفسيون للجرائم و المحققون بمراقبة استجواب المشتبه بهم.

العقل الواعي و العقل اللاواعي

" تناقضٌ في العنوان يدلُّ على خطأٍ في الأذهان "

إذا قلنا العقل الواعي فلا بأس أن نصف العقل بالوعي، أمّا أن نُسْنِدَ اللاوعي إلى العقل و نقول العقل اللاواعي فهذه تسمية لا نرضاها لأنها متناقضة في أساسها و ربما نقبل أن يُقال: العقل الواعي، و حالة اللاواعي.

قالوا: صفات العقل الواعي أنه موضوعي و منطقي , يدرك السبب والنتيجة، يقبل أو يرفض, يميز بين الخطأ والصواب والخير والشر، وبين الحلال و الحرام , يفرّق بين الحقيقة و الخيال يقود , يبرمج , يعي ما يحدث , يتعامل مع شئٍ واحد بعينه , تركيزه محدود , يبدأ عمله في سن الوعي و يعمل في اليقظة يتعب بتعب الإنسان , وينام بنومه و هو ما يميز الإنسان.

وأقول: يغلبُ على ما سبق الصواب و ربما نخالفهم بأن نقول بأنه يبدأ عمله لحظة الولادة وليس في هذا الخلاف ضير.

و قد انطلقوا من صفات العقل الواعي ثم وضعوا مصطلح العقل اللاواعي الذي نقول بأنه اسم على غير مسمى: فهو متناقض في مبناه قبل أن نبحث في معناه، و لكن بفرضية بالية تقول: ((لا يوجد في الكون إلا المتناقضات)) فقد تخيلوا صفات هذا العقل اللاواعي المزعوم! و بأنه يباين العقل الواعي فارتقوا به إلى صفات الألوهية في بعض الأحيان و انحطوا به إلى درك الحيوانات في أحيان أخر , ومن العجيب أن هذه التناقضات في الصفات لم تكوِّن مُشيراً إلىخطئهم ـ برغم عبقريتهم طبعاً ـ فقالوا:صفات العقل اللاواعي: غير موضوعي , غير منطقي ولا يدرك السبب والنتيجة، يقبل ولا يرفض شيئا و لا يميز بين الخطأ والصواب، ولا الخير ولا الشر ولا بين الحلال والحرام، كذلك لا يفرّق بين الحقيقة والخيال ولا يعي الزمن و هو غير محدود (مليارات المعلومات في آن واحد) يبدأ عمله في المرحلة الجنينية، يعمل /24/ ساعة , يعمل عند الاسترخاء ولا يعمل بالإجبار , طاقة هائلة مودعة داخل الإنسان يمكن أن تقود صاحبها إلى الخير أو إلى الشر , عنده الحلول الكثيرة والمتنوعة و الطرق المتعددة و الخبرات الهائلة والوسائل الوافرة , يشرف على 095/ 0من فعاليات الإنسان , يشبه الحاسوب أو مارد علاء الدين وأخيرا ً هو مشترك بين الإنسان والحيوان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير