قال النويرى المالكى" ... وأصلها القاف فلهذا كانت القلقلة فيها أبين وكانت لا يمكن أن يؤتى به ساكنا إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه.
قال أحمد ولد الإمام ابن الجزرى فى شرح الطيبة " ... سميت بذلك لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فتحتاج إلى إظهار صوت شبه النبرة حال سكونها وإلى إتمام النطق بها فذلك الصوت فى سكونها أبين منه من حركتها .... "أ. هـ
قال الدانى: هى حروف مشربة ضغطت فإذا وقف عليها خرج معها صوت من الفم ونبا اللسان عن موضعه.
قال مكى: القلقلة صويت حادث عند خروج حرفها لضغطه فى موضعه ولا يكون إلا عند الوقف ولا يستطاع أن يوقف عليه دونها مع إظهار ذاته وهى مع الروم أشد. أ.هـ
فانظرـ رحمك الله ـ إلى قولهم (أصواتا – صويت – صوت شبه النبرة) وإلى قولهم: (لا يمكن أن يؤتى به ساكنا إلا مع صوت زائد) ... فتعلم الفرق.
إذاً ماذا يقصدون بالصوت؟
فأنقل إليك قول أهل اللغة والأصوات:
قال د/ محمد حسن حسن جبل أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة فى كتابه (المختصر فى أصوات اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية)
" نتناول أصوات الحركة أو الحركات , الحركات نوعان رئيسيان:
حركات طويلة وهى حروف المد: ألف المد وواو المد وياء المد
وحركات قصيرة وهى الفتحة والضمة والكسرة.
وهناك حركات أخرى قيمتها أدائية – أى ليست وحدات صوتية كاملة لها مقابل فى المعنى – كالإشمام في مثل (قيل- بيع) وكحركة الروم – والقلقلة – والحركة المختلسة (والحركة فيهن جزء ما من الحركة القصيرة) أ. هـ
والحركة القصيرة هى: الفتحة والضمة والكسرة كما مر فى كلامه .. وقوله" والحركة فيهن جزء ما من الحركة القصيرة" يتضح لك قول الأقدمين (أصواتا – صوت تشبه النبرة وهكذا) يعنون به جزءا من الحركة مع العلم فى التفاوت بين الروم والاختلاس والقلقلة فى مقدار هذا الجزء.
وانظر أخى إلى هذه العبارة للإمام ابن جنى فى المحتسب قال: المد يقوم مقام الحركة وذلك أن الحرف يزيد صوتا بحركاته كما يزيد الألف بإشباع مده"ولعلك تتعجب من إيراد هذه العبارة في هذا الموضع ,
ولكنى أريد من العبارة قوله" وذلك أن الحرف يزيد صوتا بحركاته" أى أنك إذا نطقت بالحرف الساكن ثم حركت نفْس الحرف ونطقت به فترى أن هناك صوتا زائدا فى الحرف عند تحركه , وهذا الصوت الزائد نتيجة تحرك الحرف، فمثلا لو قلت (مَم) فالميم تنطق بضم الشفتين ولكنك تجد فتحة للفم بين الميمين فهذا مخرج الحركةـ والميم الأولي صوته ليس كصوت الميم الثانية فالحركة أزادت الحرف صوتا ... فبالتالي الأقوال المتقدمة فى تعبيرهم ب (صوت زائد) يدلكم على ما نقلته لكم بأن هذه الأحرف لا يمكن أن يؤتى بها ساكنة ومن ثم جعلوا فيها هذا الصوت الزائد ــ أي جزء الحركة ــ.
وهذا ما قاله أئمتنا بأنها قريبة إلى الفتح أو إلى الكسر أو إلى الضم .... وبالطبع ليس هذا الصوت الزائد كالصوت الزائد فى الاختلاس أو الروم كما بينته لك.
إن نطقنا بكلمة " تبَّ " وقفا أليس الصوت مائلا إلي الحركة؟ فإن قالوا: هذا روم، قلنا: الروم لايدخل في الفتح عند القراء ........ فإن قالوا: اختلاس: قلنا: الاختلاس لايأتي آخر الكلمة وقفا،فإن قالوا: هذا نتيجة فتحة جزئي المخرج .. قلنا: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين من كلام القدامي؟!!! فدل ذلك علي تغاير حركة القلقة.
ومن كان عنده في كلام القدامى ما يدل علي فتح الجزئين فليأت به، إن كان صادقا في دعواه من غير تأويل النص.
قالوا: إن الزيادة في الصوت لايلزم منه الزيادة بالحركة لأن الحرف قد يزيد صوتا بالغنة وبالمد وبالتكرار ... وغيرها.
الجواب: ما دخل الزيادة بالغنة أو بالمد في القلقلة فكان يجب عليكم أن ينصرف ذهنكم إلى أن قصدي من الزيادة زيادة الحركة لا زيادة المد أو الغنة لأنها ليست لها صلة بموضوعنا لأنهم يقولون: شبه التحريك، ولم يذكروا المد أو الغنة أو غيرهما.
أما مسألة القلقلة هل هي صفة لازمة أم صفة عارضة؟
فقد أجاد الشيخ / محمد يحيي شريف الجزائري في الجواب علي هذه المسالة .. حيث قال:
استدلّ المذهب الأوّل بقول ابن الجزري رحمه الله:
وبيّنن مقلقلاً إن سكنا ....... وأن يكن في الوقف كان أبينا
¥