تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثَّانِيَةُ: أَنَّ هَذَا الْخِلَافَ مُفَرَّعٌ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُ جَوْهَرٌ لَطِيفٌ يُفْصَلُ بِهِ بَيْنَ حَقَائِقِ الْمَعْلُومَاتِ، وَأَنَّ مَنْ نَفَى كَوْنَهُ جَوْهَرًا أَثْبَتَ أَنَّ مَحَلَّهُ الْقَلْبُ].

قالَ الحافظُ ابنُ حجر: [وَيُؤْخَذ مِنْ قَوْله " وَوَعَاهُ قَلْبِي " أَنَّ الْعَقْل مَحَلّه الْقَلْب.] الفتح (4/ 43).

ومن الحججِ التي يحتجُ بها مَن قَال أن العقلَ في الرأسِ, أنَّه إذا ضُرب رأسُ المرءِ بقوةٍ فقدَ عقلَه , فدلَّ أن العقلَ في الرأسِ , ونُسب هذا القول لأبي حنيفة , ورُدَّ عليها: أنه لا مانع من زوال العقل بتلف الدماغ؛ لما بينهما من ارتباطٍ كما لا يمتنع من عدم نباتِ اللحيةِ بقطع الأنثيين!. كما في (التقرير والتحبير).

وأختمُ بكلامِ الإمامِ ابنِ عثيمين كما في فتاواه: [وهنا نسأل عن مسألة كثر السؤال عنها هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟.

قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس: في الدماغ، وكل منهم له دليل، الذين قالوا: إنه في القلب قالوا: لأن الله تعالى يقول: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. [سورة الحج، الآية: 46].

قال: {قلوب يعقلون بها} ثم قال: {تعمى القلوب التي في الصدور}.إذاً العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.

وقال بعضهم: بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد ونجد عقله لا يختلف عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنساناً يزرع له قلب شخص مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلاً فكيف يكون العقل في القلب؟ إذاً العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل العقل.

ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله". فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ إذاً الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه هذا القلب يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ والدماغ يأمر الأعصاب وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جداً الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.].

وما أصلُ إليه أنَّ العَقلَ أصلَه ومادتَه في القلبِ وينتهي إلى الدِّمَاغِ, وهذا جَامعٌ لمُفترقِ الأقوالِ. والجمعُ أولى وأحرى.

واللهُ أعلم , و صلى اللهُ وسلمَ على رسولِه محمدٍ.

ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[26 - 04 - 08, 10:08 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:42 م]ـ

هذا رابط صوتي فيه مداخلة الشيخ العثيمين لبرنامج استضاف الدكتور خالد الجبير

وفيه أنه رفض مناقشة أحد!

http://file14.9q9q.net/Download/2199...-----.flv.html

ـ[ابو حمدان]ــــــــ[16 - 07 - 09, 08:44 م]ـ

وقد نُقل عن شيخ الإسلام الآتي:

(إن أصل العقل في القلب، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ. والتحقيق أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا، وما يتصف من العقل به يتعلق بهذا وهذا، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب. والعقل يراد به العلم، ويراد به العمل، فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة، وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريداً إلا بعد تصور المُراد، فلا بد أن يكون القلب متصوراً فيكون منه هذا وهذا، ويبتدئ ذلك من الدماغ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير