[بعض القواعدو الفوائدمن رسالة لعلي الزرويلي في ذم البدع]
ـ[الخريبكي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:56 م]ـ
بعض القواعد والفوائد السلفية في ذمّ البدعة وأهلها
بعض القواعد والفوائد السلفية
من رسالة لعلي الزرويلي في ذمّ البدعة وأهلها
(ت:719هـ)
جمعها
خالد بن ضحوي الظفيري
في 13/ذي القعدة/1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد والقواعد المنتقاة من رسالة للقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن عبدالحق الزرويلي المعروف بالصغير، وهو قاض معمّر من كبار المفتين في المغرب، ومن علماء أهل السنة والجماعة، وقد ولاه السلطان أبو الربيع القضاء بفاس، وكان يدرس بجامع الأجدع فيها، وله مؤلفات في الفقه والاعتقاد منها هذه الرسالة "رسالة في ذم البدعة وأهلها"، وقد عاش أكثر من مائة عام، وتوفي سنة 719هـ.
ومضمون رسالته: التحذير من الابتداع في الدين، وموقف السلف من البدع والمبتدعة، غير أن غالب رسالته في ذم المتصوفة ممن كانوا في عصره والتحذير من بدعهم كالتثوييب والموائد والأذكار الجماعية والتحلييق وغير ذلك، والرد على شبههم، والرسالة في جملتها جيدة، لو أنه اجتهد في انتقاء الصحيح من الحديث، وعلى رسالته بعض الملاحظات بينها محقق الرسالة وهو الدكتور عواد المعتق خلال تحقيقاته على الرسالة، ومما امتازت به هذه الرسالة الآثار العقدية عن الصحابة والتابعين التي طرز بها رسالته، وكذلك بعض القواعد والتأصيلات النفيسة التي قررها خلال كتابته.
ولي مع هذه الرسالة وقفة في بيان بعض القواعد والفوائد المستنبطة من خلال قراءتي لتلك الرسالة، وإلا فالفوائد كثيرة، فيرجع إلى الرسالة من أراد الاستزادة.
وهذه الرسالة مطبوعة ضمن "مجلة البحوث الإسلامية" العدد (67) في الصفحات (191 - 256)، بتحقيق المعتق كما أسلفت.
فأسأل الله تعالى أن ينفع بها ويثبتنا على السنة إن ربي لسميع الدعاء.
بيان بعض القواعد والفوائد المستنبطة من الرسالة.
(1) تعريف البدعة.
قال -رحمه الله- (ص:195): ((اعلم أن البدعة: ما خرج عن الكتاب والسنة والإجماع)).
(2) خطورة البدعة.
قال رحمه الله (ص:195): ((البدعة فتنة وبلاء عظيم على هذه الأمّة)).
وقال رحمه الله (ص:255): ((والبدعة ضلالة قديمة وشجرة تعرقت وتفرعت، وانتشرت في البلاد كما انتشر الكفر، فلا تزول إلى يوم القيامة، إلا من وفقه الله يقتدي بالسنة وأهلها)).
(3) طريقة المبتدعة الطعن على العلماء وتشييخ أهل البدع ودعاة الضلال والتعصب لهم.
قال بعد أن بين بعض البدع التي كان يسير عليها أهل عصره (ص:197): ((وزعموا أنهم أظهروا الدين بذلك وأحيوه، وألقوا عندهم أن العلماء قطعوا طريق الله وحذروهم منهم، فاعتقد بعضهم عداوتهم فافترقوا بكثرة أشياخهم على طوائف شتى كل طائفة تحيد إلى شيخها وتطعن في الطائفة الأخرى وشيخها، فتوارثت لأجل ذلك المشاحنة والمباغضة بين الأشياخ حتى يود كل واحد منهم لو شرب دم الآخر بسبب حطام الدنيا، فباعوا الآخرة بالدنيا، فأضلوا من مخلوقات الله كثيراً، فأفسدوا بذلك دينهم وإيمانهم)).
(4) البدعة أخطر وأكبر ذنباً من المعصية ووجه ذلك.
قال رحمه الله (ص:219): ((فإن قيل: ولأي شيء تنكرون في رد العصاة للتوبة والطريق إلى الله؟
فالجواب: أن نقول: إنما ردوهم من المعصية إلى البدعة، وقطعوهم عن طريق الله تعالى، وقد اتفق العلماء أن العاصي أحسن حالاً من المبتدع؛ لأنّ العاصي يزعم أنّه عاصٍ، ويقول: نتوب ونرجع إلى الله تعالى.
وأما المبتدع: فيزعم أنه على الحق حتى يموت على بدعته، ومن مات مبتدعاً، وجد قبره حفرة من حفر النار)).
وقال رحمه الله (ص:255): ((وترك السنّة أعظم وزراً من كل معصية، لا من الزنى ولا من شرب الخمر ولا من قتل النفس، عصمنا الله وإياكم منها بمنه وكرمه.
قال الفقيه العالم الصالح الزاهد الورع أبو عبدالله محمد الفشتالي رحمه الله تعالى: "ضرر هذه المعاصي إنما هو في الفروع التي هي أعمال الجوارح الظاهرة، وضرر هذه البدع إنما هو في الأصول التي هي العقائد الباطنة، إذا انقطع الأصل ذهب الفرع والأصل، وإذا انقطع الفرع وبقي الأصل يرجى أن يحيى الفرع ولم تبطل بالكلية منفعة الأصل")).
¥