تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته". رواه البخاري (853) ومسلم (1829).

ثالثاً: أما ما يحل لك أن تصنعه دون أن تتدخل أمك في شؤونك من المباحات: فليس لها الحق في اختيار ما تحب من المباحات التي لا سلطة لها عليك بها كالطعام والشراب والملبس والمركب ونحو ذلك.

وكذلك باختيارك الزوجة التي تريد ـ إن كانت صالحة ـ ما دام أنك لم تعصِ الله في ذلك كله، ومع ذلك فيُشرع لك أن ترضيها حتى في اختيار الزوجة إذا أشارت عليك بأمر ليس فيه ضرر عليك.

وأما التدخل في شؤونك من جهة خروجك ودخولك المنزل أو السهر في الليل مع الرفقة الذين تصحبهم: فيجب على الوالدين كليهما أن يراقبا أولادهما في ذلك ليضبطوا الأمر ولا يضيع الأولاد مع رفقة السوء، فإن أكثر ما سبّب للشباب الفساد رفقة السوء، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ". رواه الترمذي (2387) وأبو داود (4833).

والحديث حسَّنه الترمذي وصححه النووي كما في " تحفة الأحوذي " (7/ 42).

وكذلك يراقبان ولدهما في وقت رجوعه إلى البيت وإلى أين يخرج لأنه لا يجوز لهما أن يتركا الحبل على غاربه للولد خصوصا إذا لم يكن صاحب استقامة.

وينبغي عليك أن تراعي منزلتهما وتوقيرهما وأخذهما بالصحبة الحسنة حتى وإن ضيقا عليك فيما أباح الله لك، فإنه أمرنا أن نصحب آباءنا بالصحبة الحسنة حتى ولو كانوا كفاراً يدعوننا إلى الشرك فكيف وهما لا يدعوننا إلا إلى شيء يظنان كل الظن أن الخير لنا فيه وإن كان في بعض ما يأمران به تضييق عليك في بعض ما يباح لك. فالأحسن أن تطيعهما وأن تصنع ما يريدان وتنزل عند رغبتها وإن كان لا يجب عليك ولكن من باب التضحية والإيثار فإنهما أحق من يحسن إليهما وقد جعل الله تعالى طاعة الوالدين بعد عبادته مباشرة كما ذكر في كتابه وذلك بيانا لمنزلة بر الوالدين.

رابعاً: يكون للأب القرار الأخير في كل ما هو داخل في مسئوليته تجاهك فهو الذي يقرر مثلا في أيّ مدرسة يدرس ولده الذي تحت نفقته وكذلك يكون للأب القرار في كل تصرّف يتعلّق بملكه مثل استعمالك لسيارته وأخذك من ماله وهكذا.

وأما الولد الكبير المستقل بنفسه ونفقته فإنّه يقرر لنفسه ما يريد مما أباحه الله ويُشرع له إرضاء أبيه ما لم يتعارض ذلك مع طاعة الله وعلى الولد أن يستمر في توقير أبيه مهما بلغ الولد من العمر وذلك من باب البر وحسن العشرة، فقد روي عن ابن عمر أنه قال: " ما رقيت سطح منزل أبي تحته ".

وكذلك إذا أمر الأب ولده بمعروف أو بترك المباح فيُطاع ما لم يكن ضرر على الولد.

خامساً: أما كيف تخبر أمك برغبتك في مزيد من الحرية فإنّ ذلك يكون بالقول والعمل.

أ - أما العمل: فيكون بعد أن تثبت عملا وواقعا لأمك بأنك لم تعد الصبي الذي تعهد وأنك أصبحت رجلاً قادراً على تحمل المسئولية وتتصرف أمامها تصرف الرجال في مواقفك فإن هي رأت منك ذلك مرارا فستثق بك وسيستقيم أمرك عندها ويكبر مقامك في نفس أمك.

ب - أما القول: فيكون بالحجة الواضحة والمناقشة الهادئة والقول اللين وضرب الأمثلة على مواقفك السليمة الصحيحة، ولعل الله تعالى أن يشرح صدرها لتعاملك معاملة الرجل البالغ العاقل الراشد السوي ما دمت كذلك.

ونسأل الله لنا ولك ولوالديك أن يهدينا سبيل الرشاد وصلى الله على نبينا محمد.

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

ـ[مسك وعنبر]ــــــــ[04 - 03 - 07, 05:12 م]ـ

سؤال:

مشكلتي تتلخص في أن أبي وأمي على خلاف دائم ذلك لأن أبي ذو أسلوب لاذع جارح وهو ذو شخصية غامضة كتومة جافة.

أنا وإخوتي نخاف منه كثيرا ولا نتبادل معه أي حوار إلا في حدود سطحية. أحب أن أرضي ربي لأحظى بالجنان وقد قرأت عن أهمية بر الوالدين لهذا فأنا في حيرة بالغة وهي كيف أبر والدي لا أدري لذلك سبيلا؟.

الجواب:

الحمد لله

فقد قرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بالأمر بعبادته وتوحيده، فقال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء / 23.

وقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) النساء / 36.

وهذا دليل على أهمية بر الوالدين والإحسان إليهما.

وبر الوالدين يكون بطاعتهما واحترامهما وتوقيرهما، والدعاء لهما، وخفض الصوت عندهما، والبشاشة في وجوههما، وخفض الجناح لهما، وترك التأفف والتضجر عندهما، والسعي في خدمتهما، وتحقيق رغباتهما، ومشاورتهما، والإصغاء إلى حديثهما، وترك المعاندة لهما، وإكرام صديقهما في حياتهما وبعد موتهما.

ومن ذلك ألا تسافر إلا بإذنهما، وألا تجلس في مكان أعلى منهما، وألا تمد يدك إلى الطعام قبلهما، وألا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما.

ومن البر: زيارتهما، وتقديم الهدايا لهما، وشكرهما على تربيتك والإحسان إليك صغيرا وكبيرا.

ومن البر: أن تسعى في تقليل الخلاف الواقع بينهما، وذلك بالنصح والتذكير قدر الاستطاعة، والاعتذار للمظلوم منهما، وتطييب خاطره وترضيته بالقول والفعل.

ومهما كان أسلوب والدك معك، فكن متخلقا بما سبق من الآداب، مجانبا لكل ما يغضبه أو يحزنه، ما لم يترتب على ذلك إثم أو معصية لله، فحق الله تعالى مقدم على حقوق العباد.

وسل الله تعالى أن يهديهما، وأن يصلح حالهما، فإنه سبحانه سميع قريب مجيب.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/index.php?ref=22782&ln=ara&txt= معاملة%20الوالدين%20والصبر%20عليهما

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير