وبتأثير الحرارة على المواد العطرية المكونة لها يتحول المخلوط إلى دخان عطري زكي الرائحة.
ويوضح استشاري الأمراض الصدرية أن عود البخور يستخرج من أشجار كبيرة تعرف علمياً باسم aloexylon agallachum من الفصيلة البقولية ويوجد عدة أنواع من العود كالهندي الذي يعرف باسم Indian aloe ويسمى بالألمانية "خشب الفردوس" والصيني والقماري والمندلي.
والعود عبارة عن سيقان نبات الألوة وطريقة تحضيره تتم بتقطيع السيقان ثم دفنها تحت الأرض لمدة سنة حتى يتآكل الخشب ويبقى منه الجزء المحتوي على البخور.
التهابات ونوبات ربو:
تظهر بين الفينة والأخرى تحذيرات صحية تجاه البخور، ومن هذه التحذيرات ما يؤكده موفق سعد الدين إخصائي أمراض باطنية وصدرية في مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية من أن البخور يزيد من سوء بعض الأمراض الشائعة عند الناس كمرض الربو الذي يعتبر من الأمراض الشائعة في المملكة. ويضيف أن البخور أحد أنواع الدخان المحرضة والمثيرة لنوبات الربو الحادة عند المصابين به.
ويبين سعد الدين أنه كثيرا ما يحدث أن يداوم مريض الربو على أخذ علاجه، لكنه ينسى أن هناك عوامل متنوعة وكثيرة محرضة للربو داخل البيت مثل: الموكيت والصوف والغبار إضافة إلى البخور.
ويزيد سعد الدين على مرض الربو أمراضا أخرى شبيهة بالربو كمرض الالتهاب الرئوي الانسدادي المزمن، ويتعرض المصاب به عند استنشاقه البخور لاشتدادات حادة إضافة إلى ازدياد وطأة هذا المرض.
ويوضح إخصائي الأمراض الصدرية أنه من الممكن أن يؤدي البخور إلى حدوث حالات غير صدرية كالتهاب الأنف التحسسي الذي يعتبر بمثابة مهيج أو مقدمة لحدوث الربو القصبي.
وأكد أن التعرض للبخور بشكل متكرر يؤدي إلى ديمومة أعراض التهاب الأنف التحسسي على الرغم من انتظام المريض في أخذ علاجه وتناوله أدوية ممتازة.
دراسات عالمية:
يذكر د. محمد الحجاج أن الدراسات العلمية التي أجريت في بعض دول جنوب شرق آسيا على أعواد البخور أظهرت أن سبعة أصناف من كل عشرة تطلق كمية من غاز أول أكسيد الكربون أكبر من المسموح بها بموجب التنظيمات البيئية في الإقليم. وتطلق ستة أصناف منها غاز الفورمالديهايد وهو من المواد المحتمل أن تؤثر سلبيا في الجهاز التنفسي.
ويقول الحجاج: " إن فريقا علميا قام بتحليل عينات من الهواء داخل أحد المعابد وخارجه وقارنها بعينات عند تقاطع أحد الشوارع، فعثر داخل المعبد على نسب عالية جداً من مواد الهيدروكاربون العطرة وهي مجموعة من المواد الكيميائية التي قد تسبب السرطان حيث تنبعث عند احتراق خشب البخور.
وتبين أن مستوى هذه المواد داخل المعبد تفوق 19مرة على مستواها خارجه وهي تتعدى بقليل معدل هذه المواد عند تقاطع الطرق.
وقد عثر الباحثون تحديدا على هذه المادة بمعدل يفوق 45 مرة معدلها في منازل مدخنين و 118مرة معدلها في منازل خالية من أي مصدر احتراق كالفرن مثلا.
ويشير الحجاج إلى دراسة أخرى نشرت عام 2001 في مجلة New Scientist وأظهرت أن دخان البخور المستخدم في المنازل أو المعابد أو الكنائس أو المساجد يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة.
وأشارت الدراسة إلى أن المادة الكيميائية التي يعتقد أنها يمكن أن تسبب سرطان الرئة بلغت نسبتها في أحد المعابد في تايوان -وكان المعبد سيئ التهوية- أربعين ضعفا لما هي عليه الحال في منازل المدخنين.
ويوضح الحجاج أنه لا توجد دراسات علمية محلية حول البخور، ولكن يؤكد من خلال مشاهدة الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض الانسداد الرئوي المزمن ومرض انتفاخ الرئة من غير المدخنين -وخصوصا السيدات- أنهم يشتركون في استعمال البخور بصفة مكثفة أو كانوا يستعملون الحطب والأخشاب للتدفئة والطبخ بصفة دائمة خلال فترة سابقة من حياتهم.
دخان البخور ودخان السجائر:
لا تقف أضرار البخور عند ما ذكر، فالأطباء يؤكدون وجود تشابه بين دخان البخور ودخان السجائر في المكونات والأضرار.
¥