تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - قال ابن رسته عن الصفا وسعتها:" وما بين جداري الباب ست وثلاثون ذراعاً، وجدار الباب ملبس رخاماً ... وفي عتبة الباب ست درجات، وفي الدرجة الرابعة إذا خرجت من المسجد الحرام حذاء الطاق الأوسط حجر من رصاص علامة في ذلك الموضع، ذكر المكيون أن النبي صلي الله عليه وسلم وطىء في موضعها حيث خرج إلى الصفا، وكان في موضعه زقاق ضيق يخرج منه من مضي من الوادي يريد الصفا فكانت هذه الرصاصة في وسط الزقاق يتحرونها ويجدونها .. ".

3 - وقال ابن رسته:" وذرع جدار المسجد الحرام الذي يلي المسعى، وهو الشرقي ثمانية عشر ذراعاً، وطول الجدار الذي يلي الوادي، وهو في الشق اليماني اثنتان وعشرون ذراعاً".

فإذا جعلت المسافة بين جدار الكعبة إلى أول حد المسعى ثمانية عشر ذراعاً، جاءت نتيجة بديهية وهي احتفاظ المسعى بعرض مخصوص، وهذا أول حد من جهة البيت العتيق، وآخره عند دار العباس لا أبعد، ومن ثم لا تتداخل الحقائق ويستقيم الأمر وتسلم الحدود والأسماء من دخول غيرها فيها، وعليه يحمل قول الحربي المتقدم:" وذرع المسعى من المسجد الحرام إلى دار العباس اثنان وثلاثون ذراعاً، فيندفع التوهم عن ابتداء حد المسعى هل هو من أول باب الكعبة الموازي لعرض المسعى أم ابتداء أوله من جهة الصفا المقابلة للكعبة مباشرة؛ هذا إن روعي عدم وجود جدار مماثل للجدار الموجود اليوم يفصل بين الكعبة وأرض المسعى، فيقال: الصحيح أن يعتد بالبدء من قرب الجدار الأول أو الأيسر لمن كان ذاهبا من الصفا إلى المروة؛ بدليل انتفاء تنبيه العلماء على عدم كون حد المسعى الأول من جهة البيت محاذيا للبيت أو مماسا له بحيث لا يوجد بينه وبين الطواف فاصل، وكذلك لدفع اختلاط الساعي بالطائف، فيكون الاعتداد من الجدار الفاصل بين الكعبة وأرض المسعى كما هو عليه الآن، ومن جهة أخرى، يقال: إن الواقع يشهد لعدم دخول الجهة المحاذية للبيت في الذرع؛ فهو أكثر من اثنين وثلاثين ذراعاً، بحسب ما ذكره الحربي نفسه في موضع آخر من كتابه المناسك، وكذلك بحسب ما سرده اليعقوبي (ت292هـ) عن أعمال المهدي التوسيعية في الحرم عندما قال: " وزاد مما يلي الكعبة إلى باب الصفا تسعين ذراعاً ... فكان المهدي آخر من زاد في المسجد الحرام، وبنى العلمين اللذين يسعى بينهما، وبين الصفا والمروة .. ".

وقال ابن رسته:" ذكر بناء درج الصفا والمروة، قال: كانت الصفا والمروة يُسند فيهما من سعى بينهما سعيا، ولم يكن فيهما بناء ولا درج، فلم يزل على ذلك حتى كان في خلافة أبي جعفر المنصور، فعملها عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فجعل لهما درجا وسواها، وأوطأها فدرجهما إلى اليوم قائمة، وقد كانت تعمر وتكحل بالنورة، وكان أول من أحدث فيهما بناء بعد بناء عبد الصمد وكحلها بالنورة الطبري في خلافة المأمون ".

4 - قال النووي (ت676هـ):" الصفا هو مبدأ السعي مقصور، وهو مكان مرتفع عند باب المسجد الحرام وهو أنف جبل أبي قبيس، وهو الآن إحدى عشرة درجة فوقها أَزَج كأيوان، وعرض فتحه هذا الأَزَج نحو خمسين قدماً، وأما المروة فلاطنة جداً، وهي أنف جبل قعيقعان وهي درجتان وعليها أيضاً أَزَج كأيوان وعرض ما تحت الأَزَج نحو أربعين قدما، فمن وقف عليها كان محاذيا للركن العراقي وتمنعه العمارة من رؤيته. وقولهم: إذا نزل من الصفا سعى حتى يكون بينه وبين الميل الأخضر المعلق بفناء المسجد نحو ست أذرع فيسعى سعياً شديداً حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد وحذاء دار العباس، ثم يمشي حتى يصعد المروة. واعلم أن السعي وهو ما بين الصفا والمروة واد، وهو سوق البلد ملاصق للمسجد الحرام ".

5 - قال البلوي (ت767هـ):"ومن باب الصفا إلى الصفا ست وسبعون خطوة، والصفا أربعة عشر درجا، وهو على ثلاثة أقواس مشرفة، والدرجة العليا متسعة كأنها مصطبة، وقد أحدقت به الديار، وفي سعته سبعة عشرة خطوة، والميل سارية خضراء، وهي خضرة صياغية وهي إلى ركن الصومعة التي على الركن الشرقي من الحرم الشريف، وفيها يرمل في السعي إلى الميلين، وهما أيضاً ساريتان خضراوان على الصفا المذكورة الواحدة منها بإزاء باب علي رضي الله عنه في جدار الحرم الشريف، وعن يسار الخارج من الباب والميل الآخر يقابله في جدار دار، وعلى كل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير