تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن , وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة

ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.

يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم , وغاربة عن آخرين , وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم , وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

بيان تلبيس الجهمية (2

229)

2 - أثبت عقيدة الحلول فادعى أن الله بذاته في كل مكان

قال ص (19):الله تعالى في السماء وعلى الأرض وفي ما لا يحصي من الأمكنة وهو على العرش استوى كل ذلك بذاته تعالى في آن واحد دون تبعض ولا تجزؤ (لا ندري كيف)

قلت: يلزم من قوله أن الله في البطون والحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قال شيخ الإسلام:وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته ليس في ذاته شئ من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شئ من ذاته

والسلف والأئمة كفروا الجهمية لما قالوا أنه في كل مكان , وكان مما أنكروه عليهم أنه كيف يكون في البطون والحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك؛ فكيف بمن يجعله نفس وجود البطون والحشوش والأخلية والنجاسات والأقذار.

مجموع الفتاوى (2

126)

وقال الإمام مالك:إن الله في السماء وعلمه في كل مكان , وقال عبدالله بن المبارك: نعرف ربنا فوق سبع سمواته على العرش بائنا من خلقه , ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ههنا وأشار إلى الأرض.

وقال سفيان الثوري: {وهو معكم أينما كنتم} قال: علمه.

مجموع الفتاوى (4

181)

3 - أول صفة اليد لله تعالى وصفة الوجه كما في ص (24)

قال: فالله تعالى قد ذكر في آية يدا واحدة {بيده الملك} وفي آية يدين اثنتين {لما خلقت بيدي} وفي آية ثالثة قال: {مما عملت أيدينا أنعاما} فلو كان القرآن لا مجاز فيه لحصل التناقض ..

وقال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} المعنى هنا مجازي يقينا أي ويبقى ربك ...

وكذلك أول صفة العين ثم بعد ذلك قال: وعليه صار واضحا أن الله تعالى لم يثبت لنفسه يدا ولا عينا ولا وجها ..

ثم قال بعد ذلك: وعليه يبطل قول من قالوا بإثبات اليد والعين والوجه لله تعالى على الحقيقة ويبطل قول المعتزلة ومقدمو العقل على النقل الذين أنكروا أن الله تعالى يسمع ويرى على اعتبار أن من يسمع لا بد له من وسيلة سمع ومن يرى لا بد له من وسيلة نظر ..

قلت: وردت صفة اليد في القرآن على أنواع ثلاثة

أ - الإفراد كقوله تعالى {تبارك الذي بيده الملك}

ب - التثنية كقوله تعالى {بل يداه مبسوطتان}

ت - الجمع كقوله تعالى {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}

وقد وفق بينها العلماء أن المفرد إذا أضيف أفاد العموم فيشمل كل ما ثبت لله من يد , وأما الجمع والتثنية فلا منافاة بينهما لأن أقل الجمع اثنان والأدلة على ذلك كثيرة أو يراد بالجمع التعظيم.

شرح لمعة الاعتقاد (27) للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وأما قوله تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}

ففيها إثبات صفة الوجه لله تعالى ولا يصح تأويل الوجه بالذات لأن هذه الآية فارقت بينهما فقوله تعالى {ذو الجلال والإكرام} وصف للوجه وليس للذات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير