قلت:أ- نص العلماء على أن حادثة الإفك حصلت في غزوة المريسيع قال ابن حجر رحمه الله: وقال الحاكم في الإكليل قول عروة وغيره إنها كانت في سنة خمس أشبه من قول بن إسحاق.
قال ابن حجر:ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك أن سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك كما سيأتي؛فلو كان المريسيع في شعبان سنة ست مع كون الإفك كان فيها لكان ما وقع في الصحيح من ذكر سعد بن معاذ غلطا لأن سعد بن معاذ مات أيام قريظة , وكانت سنة خمس على الصحيح كما تقدم تقريره , وإن كانت كما قيل سنة أربع فهي أشد فيظهر أن المريسيع كانت سنة خمس في شعبان لتكون قد وقعت قبل الخندق لأن الخندق كانت في شوال من سنة خمس أيضا فتكون بعدها فيكون سعد بن معاذ موجودا في المريسيع ورمى بعد ذلك بسهم في الخندق ومات من جراحته في قريظة.
الفتح (7
430)
وقال ابن حجر: ويؤيده أيضا أن حديث الإفك كان سنة خمس إذ الحديث فيه التصريح بأن القصة وقعت بعد نزول الحجاب , والحجاب كان في ذي القعدة سنة أربع عند جماعة؛ فيكون المريسيع بعد ذلك فيرجح أنها سنة خمس , أما قول الواقدي إن الحجاب كان في ذي القعدة سنة خمس فمردود وقد جزم خليفة وأبو عبيدة وغير واحد بأنه كان سنة ثلاث فحصلنا في الحجاب على ثلاثة أقوال أشهرها سنة أربع والله أعلم
الفتح (7
430)
وقال أيضا: وقال النعمان بن راشد عن الزهري كان حديث الإفك في غزوة المريسيع وصله الجوزقي والبيهقي في الدلائل من طريق حماد بن زيد عن النعمان بن راشد ومعمر عن الزهري عن عائشة فذكر قصة الإفك في غزوة المريسيع وبهذا قال بن إسحاق وغير واحد من أهل المغازي إن قصة الإفك كانت في رجوعهم من غزوة المريسيع.
الفتح (7
430)
وقفات مع نقده لحديث الإفك
أ- قال ص (62) قول الراوي أنه سمع من أربعة هم عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيدالله بن عبدالله عن عائشة .. فيه متسع لوهم بعضهم كما حصل بالفعل من إدخال قصة في قصة أخرى وكما هو معلوم إمكانية الخطأ والوهم ..
قلت: توهيم وتخطئة الرواة في هذا الحديث لأنه دخل حديث بعضهم مع بعض لا دليل عليه بل ثبت في الحديث عكس ذلك.
قال ابن حجر: وحديث بعضهم يصدق بعضا ويحتمل أن يكون على ظاهره والمراد أن بعض حديث كل منهم يدل على صدق الراوي في بقية حديثه لحسن سياقه وجودة حفظه قوله وان كان بعضهم أوعى له من بعض هو إشارة إلى أن بعض هؤلاء الأربعة أميز في سياق الحديث من بعض من جهة حفظ أكثره لا أن بعضهم أضبط من بعض مطلقا. الفتح (8
457)
2 - عند قول عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي قال: لم تحدد الغزوة.
قلت: بل صرح بذلك في أنها في غزوة بني المصطلق.
قال ابن حجر: قوله في غزوة غزاها هي غزوة بني المصطلق وصرح بذلك محمد بن إسحاق في روايته وكذا أفلح بن عبد الله عند الطبراني وعنده في رواية أبي أويس فخرج سهم عائشة في غزوة بني المصطلق من خزاعة , وعند البزار من حديث أبي هريرة فأصابت عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق, وفي رواية بكر بن وائل عند أبي عوانة ما يشعر بأن تسمية الغزوة في حديث عائشة مدرج في الخبر.
الفتح (8
458)
3 - عند قول عائشة: بعدما نزل الحجاب قال المعترض:ومعلوم أن الحجاب إنما نزل في الأشهر الأولى من السنة الثامنة ..
قلت: وهذا قول عائشة من أقوى الأدلة لقول العلماء في تقدم نزول الحجاب وشذوذ قول المخالف.
4 - زعم أن قول عائشة: "فهلك من هلك" أنه مدرج وهذا خلاف ما ثبت في بعض الروايات وهو قولها " في شأني "من إثبات ذلك وأنه من قول عائشة كما نص عليه ابن حجر , ولاتصح دعوى الإدراج بلا بينة.
5 - حاول أن يدلل أن عبدالله بن أبي لم يكن حيا في زمن الإفك
فقال: ومعلوم أن سورة التوبة قد نزلت قبل وفي مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك , وغزوة تبوك كانت في رجب في السنة التاسعة للهجرة
وقال ص (65): أضف إلى ذلك أن عبدالله بن أبي لم يجلد الحد في حادثة الإفك في حين ثبت أن الذين جلدوا هم ثلاثة من المؤمنين ... فلو كان ابن أبي حيا حقا منهم فهل يعقل أن لا يجلد الحد ..
¥