فهل ما يفعله الناس اليوم هو ما كان يفعله أولئك الأقدمون؟
لا،والله؛بل إنهم لينصرفون اليوم من الصلاة وخاصة في الصيف والظلام مازال مطبقا علي الآفاق.
* وروى ابن خزيمة والحاكم وصححاه ووافقهم الذهبي عن ابن عباس - t قال رسول الله r :" الفجر فجران: فجر يحرم الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة – أي الصبح – ويحل فيه الطعام ". (بلوغ المرام – 34)
قال ابن خزيمة رحمة الله: في هذا الخبر دلالة علي أن الصلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها (صحيح ابن خزيمة م1/ 185)
وقال ابن قدامه – رحمه الله: ومن صلي – قبل الوقت – لم تجز صلاته في قول أكثر أهل العلم سواء فعل عمدا أو خطأ، كالصلاة أو بعضها، وبه قال الزهري والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي. وروى عن ابن عمر وأبي موسي – رضي الله عنهما – أنهما أعادا الفجر لأنهما صليا قبل الوقت. (المغني م1/ 411)
وقال ابن حزم – رحمة الله: سئل الحسن البصري – رحمة الله – عن الرجل يؤذن قبل الفجر يرقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم، من أذن قبل الفجر فإنما صلي أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه، وفي رواية: أنه سمع مؤذنا أذن بليل فقال: علوج تبارى الديوك، وهل كان الأذان علي عهد رسول الله r إلا بعدما يطلع الفجر، وعن إبراهيم ألنخعي أنه كان يكره أن يؤذن قبل الفجر، وعنه – أيضا – قال: سمع علقمة بن قيس مؤذنا بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله r لو نام علي فراشه لكان خيرا له.
وروى عن نافع مولي ابن عمر عن مؤذن لعمر بن الخطاب - t - يقال له مسروح أذن قبل الصبح فأمره عمر ان ينادي: ألا إن العبد نام.
وعن الأسود بن يزيد قال: قالت لعائشة أم المؤمنين - t - : متي توترين؟ قالت: بين الأذان والإقامة، وما كانوا يؤذنون حتى يصبحوا، وعن نافع قال: ما كانوا يؤذنون حتى يطلع الفجر
ثم قال علي: فهذه أقوال آثمة أهل المدينة: عمر بن الخطاب وعائشة أم المؤمنين ونافع وغيرهم. وهم أولي بالإتباع ممن جاء بعدهم فوجد عملا لا يدري أصله ولا يجوز فيه دعوى نقل التواتر عن مثله أصلا؛ لأن الروايات عن هؤلاء الثقات مبطلة لهذه الدعوى التي لا تصح ولا يعجز عنه أحد. (المحلي م3/ 118)
• الفجر في علم الفلك والملاحة والعلوم الجوية
يوجد في علم الفلك والملاحة والعلوم الجوية اتفاق عام علي أنه عندما تكون زاوية انخفاض الشمس 18ْ تحت الأفق أو أقل من ذلك بقليل (30 17 ْ أو 17 ْ مثلا) فإنه لا يوجد أي أثر لضوء الفجر علي الأفق وفيما يلي عرض لبعض هذه النصوص:
1 - يعرف الشفق الفلكي بأنه الفترة بين الشروق أو الغروب وبين القوت الذي يكون فيه الموضع الحقيقي لمركز الشمس 18ْ تحت الأفق ففي هذا الوقت ترى نجوم الدرجة السادسة قرب نقطة السنت ولا يوجد عادة أثر لضوء الفجر أو الشفق علي الأقل.
1 - Astronomical twilight is defi-ne as the interval between sun-rise or sunset and the time when the true position of the center of the sun is 18 ْ below the horizon , at the sixth magnitude are visi-ble near the zenith and gene-rally there is no trac on the horizon of the twilight glow .
Smithsonian Meteorological tables , Washingtin , D.C. 1971,P:506
جداول سمثونيان للعلوم الجوية.
قلت: نجوم الدرجة السادسة هي أضعف النجوم لمعانا.
2 - الفجر الكلي: عندما تنخفض الشمس 18ْ تحت الأفق فقد تقرر إنها النقطة التي تفصل الظلام التام عن الشروق أو الغروب ومهما يكن من أمر فإن الإضاءة لا تدرك بالحس عندما تكون زاوية انخفاض الشمس أقل قليلا من 18ْ تحت الأفق.
2 - Astronomical Twilight : When thw sun dropped about 18 ْ below the horizon ; it has been adopted as the point that sepe-rates completed darkness , from sunset or sunrise , However , illu-mination is partically , imper-ceptible when the sun is only slightly less than 18 ْ below the horizon .
Encyclopedia Britannica ,
Vol :22 , P : 430 . الموسوعة البريطانية
¥