تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رأي الشيخ عائض القرني في حفظ المتون العلمية]

ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[07 - 11 - 07, 07:52 ص]ـ

د. عائض القرني

ما يزال التعليم الديني في الجانب الفقهي على حالة واحدة عندنا، منذ ألف سنة، فهو متون فقهية مذهبية مجردة من الدليل كُتبت قبل قرون من الزمن يحفظها الطلاب عن ظهر قلب كـ «زاد المستقنع» في الفقه الحنبلي و «مختصر خليل» في الفقه المالكي و «التقريب» لأبي شجاع في الفقه الشافعي والقدوري في الفقه الحنفي، وهذه المتون كُتِبت باختصار شديد للعبارة وإلغاز في الجمل واختزال للمعاني، والخطأ فيها من وجهين:

الأول: تجريدها من النصوص كتاباً وسنة، لأن المقصود الاستدلال لها بدليل شرعي لا الاستدلال بها هي مجردةً من الدليل.

الثاني: فَهِم الكثير أن هذه الآراء الفقهية قاطعة راجحة وما سواها باطل، فحصل التعصب للمذهب والبعد عن الدليل فحينما تطالع مثلاً أول زاد المستقنع تجد عبارة (وأقسام المياه ثلاثة) وهذا خطأ بل هما قسمان فقط، ثم يقول: (وإذا اشتبهت ثياب طاهرة بنجسة صلى بعددها وزاد صلاة) يعني أن من عنده عشرين ثوباً فعند الاشتباه يصلي إحدى وعشرين صلاة وهذا خطأ بل عليه أن يتحرى، والمشكلة أن هذه المتون تذهب بالطالب بعيداً عن الآية والحديث ويكدُّ ذهنه في عبارات مغلقة مقفلة من دون طائل، ولماذا نشتغل بعبارات الفقهاء الملغزة الغامضة ونشرحها ونعصر الذهن في فهمها ومعنا كتاب عظيم فيه الهدى والنور مع البيان الشافي والجواب الكافي، ومعنا سنة مطهرة سهلة ميسَّرة، حتى إننا نعرف من الفقهاء من تصدَّر للإفتاء وهو لا يميز بين الحديث الصحيح والضعيف ولا يستحضر الدليل، وإنما يحفظ هذه المتون الفقهية المذهبية، فهل فينا رجل رشيد يُصلح هذا التعليم الفقهي؛ ليدرس الطلاب فقه الكتاب والسنة كما فعل أئمة الحديث وابن تيمية وابن عبد البر وابن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني وغيرهم. وقد درسنا في المتوسطة والثانوية سبع عشرة مادة في الدِّين والرياضيات والجبر والهندسة والفيزياء والكيمياء والأحياء والإنجليزي مع الأدب والنحو والثقافة والتاريخ والجغرافيا وغيرها، وكان معنا في تلك المراحل د. سلمان العودة ود. عبد الرحمن السديس ود. عبد الوهاب الطريري ود. محمد التركي وغيرهم من تلك الفرقة الناجية والطائفة المنصورة فتخرَّجنا لا نعرف الإنجليزي ولا نجيد الفيزياء ولا نفهم الكيمياء ولا نحسن الأحياء ولم يُفتح علينا في الجبر ولم نوفَّق في الهندسة ولم نبرع في الحساب وغرقنا في الجغرافيا بين صادرات ساحل العاج ومستوردات بركينافاسو ومنتجات الكمرون وأخشاب زائير والكاكاو في غينيا بيساو فصار المنهج (خويضه) وصارت دراسة هذه المواد على حساب المواد الشرعية واللغة العربية، وبالله عليكم هل هذه طريقة في تعلم العلم؟ ويحق للطلاب في العالم العربي ألا يخرج منهم فقيهٌ بارعٌ ولا مفسِّرٌ حاذقٌ ولا أديبٌ لا معٌ ولا نحويٌ ساطعٌ لأن التعليم في المتوسطة والثانوية (كوكتيل) قل يعني على طريقة (صِبحتْ بالخير).

المصدر

http://www.asharqalawsat.com/details...11&issue=10565

اتفق مع الشيخ عائض في ماذهب اليه.

ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 11 - 07, 10:53 ص]ـ

بارك الله فيكم

وفق الله الشيخ الفاضل عائض القرني وجزاه عنا خيرا

ولا أوافق شيخنا الفاضل في ما ذهب إليه من كل وجه

فأعتقد أن الموضوع بسبب اختصاره أجمل فيما يحسن فيه التفصيل

فالمتون هي من فضائل علمائنا السابقين وجزاهم عنا خيرا

وأوافقه على نبذ التعصب

لكن دعوته إلى رجل رشيد يصلح هذا التعليم الفقهي فأظنها (سقطة) لم يتأملها في مقاله أسأل الله أن يغفرها له

بل نحتاج إلى رجل رشيد يوقف هذه الشذوذات التي خرجت بسبب البعد عن هذه الطريقة أو الاستقلال بالفهم بعيدا عن فهم السابقين

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 11:31 ص]ـ

لا أوافق الشيخ عائضا فيما ذهب إليه للاعتبارات الاّتية:

1 - المتون ترتب المعلومة في ذهب الطالب، على خلاف المطولات فإنها تشوش على الطالب وخاصة في بداءة الطلب.

2 - الراجح والمرجوح مسألة نسبية، فما تراه أنت راجحا قد أراه أنا مرجوحا وهكذا؛ لذلك فالصواب هو دراسة متن مذهبي، حتى إذا ما تأصل الطالب وصارت عنده ملكة الترجيح رجح ما يراه الأقرب.

3 - الشيخ جعل هناك المسألة إما بيضاء أو سوداء، بمعنى أنني إما أن أدرس متن الزاد مثلا دون أن أدرس الأحاديث النبوية أو العكس، وهذا خلاف الواقع، فأغلب طلبة العلم يدرسون الزاد وكتابا من كتب أحاديث الأحكام كعمدة الأحكام وبلوغ المرام ونحو ذلك.

4 - البعد عن هذه الكتب يؤدي إلى طريقين لا ثالث لهما - في نظري -:

أ - إما إلى الظاهرية الجامدة التي لا تفقه النصوص.

ب - أو إلى الاعتزالية الباردة التي لا تعبأ بالنصوص.

5 - إلغاء دراسة هذه المتون يعني إهدار قيمة عظيمة من تراث هذه الأمة.

وجزاكم الله خيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير