تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: الواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان، و لا غم يعدل غم فقدهم، ثم يتوقى جهده مفاسدة من صافاه، و لا يسترسل إليه فيما يشينه، و خير الإخوان من إذا عظمته صانك،و لا يعيب أخاه على الزّلّة، فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح، و ينتكب محاسدة الإخوان، لأن الحسد للصديق من سقم المودة،كما أن الجود بالمودة أعظم البذل، لأنه لا يظهر ودّ صحيح من قلب سقيم

3) أما الفاسق: فلا فائدة في صحبته، فمن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته و لا يوثق بصداقته، بل يتغيّر بتغيّر الأعراض

قال تعالى:" و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه " (الكهف 28)

و قال تعالى:"فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا" (النجم 29)، و قال النبي صلى الله عليه

و سلم:"لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي " (رواه الترمذي و أبو داود)

قال أبو حاتم رحمه الله في"روضة العقلاء":"العاقل لا يصاحب الأشرار، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار، تعقب الضغائن، لا يستقيم ودّه، و لا يفي بعهده، و إن من سعادة المرء خصالا أربعا: أن تكون زوجته موافقة، وولده أبرار، و إخوانه صالحين،و أن يكون رزقه في بلده.و كل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا، تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته،و من يصحب صاحب السوء لا يسلم، كما أن من يدخل مداخل السوء يتهّم "

قال بعضهم:

ابل الرجال إذا أردت إخاءهم ... و توسّمنّ أمورهم و تفقّد

فإذا ظفرت بذي الأمانة و التُّقى ... فبه اليدين قرير عين فاشدد

4) أما المبتدع: ففي صحبته خطر سراية البدعة و تعدي شؤمها إليه، فالمبتدع مستحق للهجر و المقاطعة، فكيف تؤثر صحبته

5) أما الحريص على الدنيا: فصحبته سمّ قاتل، لأنّ الطّباع مجبولة على التشبّه و الاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرّك الحرص، و مجالسة الزاهد تزهدّ في الدّنيا، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا، و يستحب صحبة الراغبين في الآخرة

الناس شتىّ إذا ما أنت ذقتهم ... لا يستوون كما لا يستوي الشّجر

هذا له ثمر حلو مذاقته ... و ذاك ليس له طعم و لا ثمر


علامات الحب في الله

1) أنه لا يزيد بالبرّ ولا ينقص بالجفاء:
من علامات الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء، قال يحيى ابن معاذ الرازي:
حقيقة المحبة أنها لا تزيد بالبر و لا تنقص بالجفاء

2) الموافقة:
و من علامات الحب في الله الموافقة، قال بعضهم:
يقول للشيء لا إن قلت لا ... و يقول للشيء نعم إن قلت نعم

3) لا يحسد أخاه:
و من علاماته أن لا يحسد المحبّ أخاه في دين و لا دنيا
و قد وصف الله تعالى المتحابين في قوله:" و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " (الحشر 9)

4) أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه:
و من علاماته أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه " (رواه الشيخان)

5) أن يكون معيار المحبة الطاعة:
ومن علاماته أن يزداد إذا رأى أخاه في طاعة الله، وينقص إذا رأى منه معصية الله عزّ وجل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير