ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:45 م]ـ
ثالثا: أما مصحف عثمان وخلاف ابن مسعود –رضي الله عنهما- فلا يصلح مثالا لنقض مذهبي، فالخلاف هنا ليس من الخلاف المستقر، وشرطي في الخلاف الذي لا يزيله إجماع هو الإستقرار، فعبدالله بن مسعود قد تراجع عن ذلك كما صح عنه في سنن سعيد بن منصور عن الأعمش عن أبي وائل عنه – رضي الله عنه -: إني قد سمعت القرَأَةَ، فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلمَّ وتعال.
والله تعالى أعلم
وفقك الله وسدد خطاك، وزادك فهما وعلما.
أولا: النص الذي نقلته عن سنن سعيد بن منصور ليس فيه تراجع من ابن مسعود!!
المقصود بالإجماع إجماع الصحابة على خلاف مصحف ابن مسعود، فابن مسعود لم يرجع عن مصحفه مطلقا، وكونه يجعل القراء متقاربين ليس فيه أدنى تراجع عن قوله، فأعد التأمل.
ثانيا: ذكرت أن شرطك في الخلاف القادح أن لا يكون مستقرا، فأنا أسألك الآن: الإجماع حجة عندي وعندك، صحيح؟
تأمل الأدلة التي فيها بيان حجية الإجماع، فهل تجد فيها فرقا بين خلاف مستقر وخلاف غير مستقر؟!
إن كان في أدلة حجية الإجماع ذكر هذا الفرق فيا ليتك تتفضل بذكره، وإن لم يكن في الأدلة هذا الفرق فلا معنى له.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 09:36 م]ـ
السلام عليكم
هناك جانب آخر في الموضوع:
الأئمة الأربعة تبرؤا من اتباعهم وتقليدهم ونصوهم متواترة وفقههم أكثره اجتهادي و لا يخفى على الجميع اختلاف الأحكام باختلاف الزمان والمكان ودوران الأحكام مع العلل وجودا وعدما.
فهل يصح أن نستدل على مسألة اجتهادية معاصرة فقهية بقول أو فتوى لإمام قبل 1400 سنة دون النظر في تلك القواعد والأصول الفقهية ومقاصد الشريعة وعلل الأحكام.
خذ مثال: الزواج بنية الطلاق عند من قال به قديما فهل يصلح تطبيقه اليوم والتوسع فيه على حساب تلك الأراء والأقوال القديمة وأجزم يقينا بأنهم لو كانوا أحياء لغيروا أقوالهم.كما هو في مراحل حياة المجتهد.
مثال أخر: السفر بلا محرم أنظر لأقوالهم وانظر للتطبقات المعاصرة تعرف أن الآئمة بريئون من تلك التطبيقات
ثم أن كثيراً من المسائل المنسوبة إلى الأئمة إنما حدثت بعدهم بزمن طويل مما يدل على شدة التلفيق.
ومن شدة حرص الأئمة أنهم تبرؤا من نسبة الأقوال اليهم خاصة إذا عارضت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا المنسوب اليهم كما حصل في الفروع (الفقه) حصل في الأصول (العقائد)
انظر: أعلام الموقعين وكتاب الفناري في الاتباع والتقليد
وانظر: براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المُبتدعة
د. عبدالعزيز بن أحمد بن محسن الحميدي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 10:23 م]ـ
الأخ أبو أحمد الهذلي وفقه الله
تتكلم عن المذاهب الأربعة وكأنها كانت مقبورة مدفونة مئات السنين حتى عرفناها نحن الآن!
المذاهب الأربعة يا أخي مدارس فقهية متكاملة ظلت مستمرة طول هذه المدة التي تذكرها، وتوارد عليها مئات العلماء الذين نقلوها وغربلوها وشرحوها وبينوها وطبقوها على أزمانهم عصرا بعد عصر، ومصرا بجنب مصر!
وما زال علماء كل مذهب يضيفون إليه ما يستجد في عصرهم من المستجدات التي لم تكن معروفة من قبلهم، ويخالون إمام المذهب نفسه أحيانا استنادا إلى القاعدة نفسها التي تقولها، وهي تغير الأحكام بتغير الأعصار.
فالنظر في مقاصد الشريعة، وعلل الأحكام والقواعد والأصول، فهذا لم يفتهم بارك الله فيك، بل هم أكثر الناس نظرا فيه، وتطبيقا له، تأصيلا وتفريعا، فلا معنى لقولك (دون النظر في تلك القواعد والأصول الفقهية ومقاصد الشريعة وعلل الأحكام).
وأما قولك (وأجزم يقينا بأنهم لو كانوا أحياء لغيروا أقوالهم) فهذا إنما يقال عن الأقوال التي ينفرد بها بعضهم، أما أن يتفق جميعهم على قول من الأقوال، ثم يأتي أتباعهم فيقررون ذلك، ثم يأتي من يليهم فيوافقون عليه، وأتباع أتباعهم وهكذا حتى يومنا هذا، فأنا أجزم يقينا بعكس ما تجزم به أنت.
لأن الأقوال التي تتغير بتغير الاجتهاد هي التي يقولها المجتهد بادي الرأي من غير أن يجيل النظر، ولذلك نرى بعض المجتهدين يقول القول اليوم ثم يرجع عنه غدا.
¥