تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 01 - 08, 05:30 م]ـ

التقوى

الإحسان

الدعاء

الاجتهاد في الطلب مع الإخلاص فيه

الصبر واليقين

التفرغ للطلب

وفقك الرحمن

بالمناسبة ماوجدت اكثر توفيقا من ثلاثة أشخاص

1 - صاحب القرآن قولا وعملا

2 - البار بوالديه

3 - المداوم على الصدقة

ولا تنحصر اسباب التوفيق على هؤلاء فقط بل الأسباب كثيرة ولكني وجدت هؤلاء هم من اكثر الناس توفيقا

ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:39 م]ـ

ابو زارع المدني ..

وفيكم بارك ووقاكم ربي حر السموم

ترك الشبع

سابعاً: ترك الشبع: فإنه طريق إلى البطنة، وقد قيل: ((البطنة تذهب الفطنة)).

قال الأعشى الكبير ميمون بن قيس:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . والبطنة يوماً قد تأفن الأحلاما

والبطنة: كما قال ابن منظور: ((امتلاء البطن من الطعام)).

وقيل: ((الشره وإدخال الطعام على الطعام) وتأفن: تفسد، والأحلام: العقول.

وقد هنا للتحقيق؛ أي: افسادها للعقول متحقق، فلا فطنة مع بطنة.

قال النضر بن شميل رحمه اللَّه: ((لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه)).

قلت (الكاتب): لعله قصد رحمه اللَّه شدة العناية، والرعاية للعلم، إلى درجة مدافعة الجوع، مع ما فيه من مصادمة الفطرة؛ فإن الجوع الذي يقلق الحشا، ويذهب عن الذهن الصفا ليس بمحمود شرعاً، فلو كان كذلك لما ربط نبينا صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم على بطنه الحجر دفعاً له، ولما استعاذ منه في دعائه بقوله: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع)) (1).

وكما استعاذ صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم من الجوع، فقد استعاذ من النفس التي لا تشبع، فالخير بين ذين، وليختر امرؤ لنفسه ما اختاره العقلاء، فقد اختاروا الاعتدال؛ فإنه حسنة بين سيئتين قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} (2).

وهو هدي النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم عن مقدام بن معد يكرب قال سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) (3).

* من أعظم الأسباب المعينة على الفهم عند ابن جماعة:

قال ابن جماعة: ((من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال، والفهم، وعدم الملال، أكل القدر اليسير من الحلال، قال الشافعي رضي الله عنه: ما شبعت منذ ست عشرة سنة (4).

وسبب ذلك أن كثرة الأكل؛ جالبة لكثرة الشرب، وكثرته جالبة للنوم، والبلادة، وقصور الذهن، وفتور الحواس، وكسل الجسم. . .)) (5).

وقال أيضاً: ((. . . والذهن الصحيح أشرف من تبديده، وتعطيله، بالقدر الحقير من طعام، يؤول أمره إلى ما قد علم. . .، ومن رام الفلاح في العلم، وتحصيل البغية منه، مع كثرة الأكل، والشرب، والنوم؛ فقد رام مستحيلاً في العادة)) (6).اهـ

قلت: وهكذا يخسر الطالب أسمى المطالب، ولا يعني هذا أن تمنع نفسك حقها من الطعام؛ بل إن لنفسك عليك حقاً، فالمطلوب الاعتدال في غير سرف ولا تقتير، فلا بطنة تأفن العقل، ولا جوع يقلق الذهن، والحشا، وخير الأمور أوسطها.

قال الشاعر:

واخش الدسائس من جوع ومن شبع

وبالتوسط في الأمرين فالتزم

واقنع بأيسر زاد أنت نائله

فرب مخمصة شر من التخم

وقال الإمام الأديب الشاعر القحطاني رحمه اللَّه في نونيته السلفية:

لا تحشُ بطنك بالطعام تسمناً

فجسوم أهل العلم غير سمان

لا تتبع شهوات نفسك مسرفاً

فاللَّه يبغض عابداً شهواني

أقلل طعامك ما استطعت فإنه

نفع الجسوم وصحة الأبدان

واملك هواك بضبط بطنك إنه

شر الرجال العاجز البطنان

ومن استذل لفرجه ولبطنه

فهما له مع ذا الهوى بطنان

وقال سحنون: ((لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع)).

ــــــــــــــــ

(1) رواه أبو داود (كتاب الوتر) (باب في الاستعاذة، حديث رقم 1547)، والنسائي (كتاب الاستعاذة) (الاستعاذة من الجوع، حديث رقم 5470، والاستعاذة من الخيانة، حديث رقم 5471)، وابن ماجه (كتاب الأطعمة) (باب التعوذ من الجوع، حديث رقم 3354)، وابن حبان (كتاب الاستعاذة) (ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الجوع والخيانة، حديث رقم 1005)، والنووي (الأذكار، رقم 1187) وصحح إسناده.

(2) سورة الفرقان الآية: (67).

(3) رواه الترمذي (كتاب الزهد) (باب ماجاء في كراهية كثرة الأكل حديث رقم 2380)، وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وأحمد في (المسند) من حديث المقدام بن معد يكرب.

(4) تمام نص الشافعي كما حدث بذلك الربيع بن سليمان: ((ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن، ويقسي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة)).

(5) ابن جماعة الكناني (تذكرة السامع والمتكلم، الباب الثالث في آداب المتعلم، النوع السادس) (ص 76، 77) تحقيق وتعليق محمد هاشم الندوي.

(6) المصدر السابق: (ص 77).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير