تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر القرافي - رحمه الله - ان هذا الخطأ كان موجودا في زمانه، قال ((جرت عادة المؤذنين وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك اذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك أو غيره من درج الفلك، الذي يقتضي ان درجة الشمس قربت من الأفق قربا يقتضي ان الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع ان الأفق يكون صاحيا لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثرا البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى انما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق، ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فانه ايقاع للصلاة قبل وقتها وبدون سببها)) اه الفروق (2/ 3،) 301.

ونظير ذلك ما يحصل الآن في الوقت الحاضر، فان معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي، ومنها تقويم ام القرى وتقويم مصر

قال العلامة صديق حسن خان فى الروضة " أول وقت الفجر إذا انشق الفجر اى ظهر الضوء المنتشر و قد بينه النبي صلى الله عليه و سلم أشفى بيان فقال لهم إنه يطلع معترضا فى الأفق وليس الذى يلوح كذنب السرحان و هو شى تدركه الأبصار فإنه يطلع أولا كتباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهو الفجر الكاذب ثم يصطبح نور الصباح الذى أبداه بقدرته خالق الإصباح فالشريعة يسيرة سهلة , بل جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) للأوقات علامات حسية يعرفها كل أحد فقال فى الفجر طلوع النور الذى هو من أوائل أجزاء النهار "

قال الشيخ محمد رشيد رضا (ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البر والتقوى، أنهم حددوا أول الفجر وضبطوه بالدقائق وزادوا عليه في الصيام إمساك عشرين دقيقة قبله للاحتياط، والواقع ان تبين بياض النهار لا يظهر للناس إلا بعده بعشرين دقيقة تقريبا) تفسير المنار (2/ 184)

قال تقي الدين الهلالي (اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر وأنا معه - لأني كنت في ذلك الوقت أبصر الفجر بدون التباس - أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبينا شرعيا) رسالة بعنوان (بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكاذب) ص2.

وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - (بالنسبة لصلاة الفجر المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا ان الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا، ولهذا لا ينبغي الإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن ان الفجر قد حضر وقته) شرح رياض الصالحين (3/ 216)

وقال - رحمه الله - (وهذه العلامات أصبحت في وقتنا علامات خفية، وأصبح الناس يعتمدون على التقويمات والساعات، ولكن هذه التقويمات تختلف .. ، وإذا اختلف تقويمان، وكل منهما صادر عن أهل وعالم بالوقت فإننا نقدم المتأخر في كل الأوقات، لأن الأصل عدم دخول الوقت، مع أن كلا من التقويمين صادر عن اهل، وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - على مثل هذا، فلو قال شخص لرجلين: ارقبا لي الفجر، فقال أحدهما: طلع الفجر، وقال الثاني: لم يطلع فنأخذ بقول الثاني، فله أن يأكل ويشرب حتى يتفقا بأن يقول الثاني: طلع الفجر، وأنا شخصيا آخذ بالمتأخر من التقويمين) الشرح الممتع (2/ 48)

قلت: لأن الأصل بقاء الليل، فلا يزول هذا الأصل بالشك، وله ما يعضده من أثر ابن عباس الذى رواه عبدالرزاق بإسناد صحيح قال -رضى الله عنه - ((أحل الله لك الأكل والشرب ما شككت)). مصنف عبدالرزاق

وروى ابن ابي شيبة من طريق ابي الضحى قال ((سأل رجل ابن عباس عن السحور، فقال له رجل من جلسائه: كل حتى لا تشك، فقال ابن عباس: ان هذا لا يقول شيئا، كل ما شككت حتى لا تشك)) مصنف ابن ابي شيبة (2/ 441،442)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير