تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• قوله - تعالى -: ? إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ? [النساء: 58]، قال صاحب المنار: "والأمانة حقٌّ عند المكلف يتعلَّق به حقُّ غيره ويُودِعه لأجل أن يوصله إلى ذلك الغير؛ كالمال والعلم، سواء كان المودَع عنده ذلك الحق قد تَعاقَد مع المودِع على ذلك بعقد قولي خاص صرَّح فيه ... أم لم يكن كذلك، فإن ما جرى عليه التعامُل بين الناس في الأمور العامَّة هو بمثابة ما يَتعاقَد عليه الأفراد في الأمور الخاصة" [13] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn13).

• قوله - تعالى -: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? [الأنفال: 27]، قال الثعالبي: "هذا خطابٌ لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة، وهو يجمَع أنواع الخِيانات كلها، قليلها وكثيرها، والخيانة: التنقُّص للشيء باختِفاء، وهي مُستَعمَلة في أن يفعل الإنسان خلافَ ما ينبَغِي من حفظ أمرٍ ما، مالاً كان أو سرًّا أو غيرَ ذلك" [14] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn14).

• قوله - تعالى -: ? وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ? [المطففين: 1]، والآية وإن كانت متعلِّقة بالتطفيف في جانِبِه المادي كما يدلُّ عليه سياقها، إلا أنَّ لفظها لا يمنع من الاستِدلال به لبيان الخلل الذي يُصِيب المجتمع جرَّاء اختِلال الميزان الشرعي فيه، فإنَّ هناك سننًا اجتماعيَّة لا بُدَّ من اعتِبارها عند توافُقِها مع الشريعة؛ حيث يُبنَي المجتمع على قواعد شرعية وأخلاقية تُحافِظ عليه، مرجِع هذه القواعد قاعدةٌ كبرى هي: قاعدة العدل وحفظ الحقوق، فإذا اختلَّتْ هذه القاعدة، فهذا معناه سيادةُ وانتِشار الظلم بين الناس، وقد قيل قديمًا: إنَّ الله يُقِيم الدولةَ العادِلة ولو كانت كافِرة، ولا يُقِيم الدولةَ الظالِمة ولو كانت مسلمة.

• حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرَّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟) قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ((أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ مَن غشَّ فليس مِنِّي)) [15] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn15)، قال العظيم آبادي في شرحه للحديث: "قال الخطابي: معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا؛ يريد أنَّ مَن غشَّ أخاه وترَك مناصحته فإنه قد ترك اتِّباعي والتمسُّك بسنَّتي ... والحديث دليلٌ على تحريم الغشِّ وهو مُجمَع عليه" [16] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn16).

• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث معقل بن يسار - رضِي الله عنه -: ((ما من عبدٍ يستَرعِيه الله رعيَّة، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنة)) [17] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn17)، قال النووي: "معناه: بَيِّن في التحذير من غشِّ المسلِمين لِمَن قلَّده الله - تعالى - شيئًا من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم، فإذا خانَ فيما اؤتُمِن عليه فلم ينصح فيما قلَّده، إمَّا بتضييعه تعريفَهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به، وإمَّا بالقِيام بما يتعيَّن عليه من حفظ شرائعهم والذبِّ عنها ... وقد نبَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أنَّ ذلك من الكبائر الموبقة المبعدة من الجنة" [18] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn18).

• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث أبي بكرة - رضِي الله عنه -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثًا): الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألاَ وقول الزور وشهادة الزور))، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - متَّكِئًا فجلس، فما زال يكرِّرها حتى قلنا: ليته سكت [19] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn19)، وموضع الشاهد من هذا الحديث قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((وقول الزور))، وعطف شهادة الزور عليه فيما يظهَر عطف الخاصِّ على العامِّ؛ بمعنى: أنَّ شهادة الزور من أفراد قول الزور، وإذا كان الأمر كذلك، فإن من أفراد قول الزور التلبسَ بالغش ومخادعةَ الناس وخيانتَهم، والزورُ - كما قال شُرَّاح الحديث - هو الكذب، وسُمِّي بذلك لميلانه عن جهة الحق [20]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير