تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا ذكر له الإسناد وفيه شيء قال: "هذا فيه عهدة ويقول لو أن رجلا ادعى على رجل عشرة دراهم لم يستطع أخذها إلا بشهادة العدول فدين الله أحق أن يؤخذ فيه بالعدول".

وقال عبدة بن سليمان قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال: "يعيش لها الجهابذة"

وقال الأوزاعي سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: "إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة فإن عرفت فخذه وإلا فدعه"

وقال ابن عون: "لا يؤخذ هذا العلم إلا عن من شهد له بالطلب".

وروى المغيرة عن إبراهيم قال: كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيئته وإلى سمته.

وقال عبد الرحمن بن مهدي قال شعبة: "كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال حدثنا كتبنا عنه فوقفته عليه وإذا لم يقل حدثنا لم أكتب عنه".

قال عبد الرحمن بن مهدي: "خصلتان لا يستقيم فيها حسن الظن: الحكم والحديث" يعني: لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضي) انتهى.

3 - وفى كتاب: المقصد الأرشد فى ذكر أصحاب الإمام أحمد (3/ 150) قال: (نقل عن إمامنا أشياء منها قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإسناد من الدين)

4 - وفى تدريب الراوى للسيوطى (2/ 159 - 160): (الإسناد في أصله خصيصة فاضلة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم، قال ابن حزم: "نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود لكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه

قال: وأما النصاري فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى .... ولا يمكن النصاري أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص"

وقال أبو علي الجياني: "خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب".

ومن أدلة ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن مطر الوراق في قوله تعالى: (أو أثارة من علم) قال: "إسناد الحديث".

..... وقال سفيان بن عيينة حدث الزهري يوما بحديث فقلت: هاته بلا إسناد فقال الزهري: "أترقى السطح بلا سلم! "

وقال الثوري: (الإسناد سلاح المؤمن وطلب العلو فيه سنة)

قال أحمد بن حنبل: (طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه)

وقال محمد بن أسلم الطوسي: (قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله ولهذا اُستحبت الرحلة) انتهى.

**** فيتضح من هذا العرض:

1 - اتفاق علماء الأمة على أن الإسناد من الدين.

2 - احتراس علماء الأمة وحيطتهم الشديدة فى تلقى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وتنقيتها مما شابها من أقوال الأفاكين.

3 - وضعهم لقواعد محكمة متقنة لنقد المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم نراه - صبحى منصور - يدعى أن الإسناد يناقض المنهج العلمى والتعقل المنطقى:

وكلامه هذا يناقض ما اتفق عليه أهل كل علم سواء العلوم المادية البحتة أو حتى العلوم الإنسانية، فجميعهم اتفقوا على أن العلم ذو طبيعة تراكمية.

بمعنى أن ما يتوصل إليه العالم الأول يكون ركيزة يبدأ من عندها العالم الثانى وهكذا، وإلا للزم كل عالم أن يتثبت أولاً من صحة ما استنتجه سابقوه، ولا شك أن هذا ينافى العقل وينافى العلم، ولو كان هذا صحيحاً لأدى هذا إلى جمود البشرية عند حد البدائيات والأساسيات لكل علم.

وعلم الحديث مثل هذه العلوم، ولم يخرم من هذه القاعدة شئ، ولا نخطئ إن قلنا أنه هو الأصل لهذه القاعدة وأنه هو أكثر العلوم التى عرفتها البشرية يطبق هذه القاعدة المجمع عليها.

ذلك أن مادة العلم فى الحديث هو كلام النبى صلى الله عليه وسلم، فإذا حفظه جيل ووعاه ثم سلمه لمن بعده وهكذا من جيل إلى جيل، فلا شك أن هذا هو الحق المبين، والصواب الذى لا محيد عنه، وأن من يدعى خلاف هذا فهو إما مجنون أو مغيب العقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير