لا أدري كيف تهجئته، وقد جاء هكذا في تفسير مقاتل عند قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ} [التكوير- 25] يعنى ملعون، وذلك أن كفار مكة، قالوا: إنما يجيء به الري، وهو الشيطان، واسمه الري فيلقيه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا لا يصح نسبته إلى عصر النبوة كما هو معلوم.
جلجل وعزام
قاله محمد رشيد رضا رحمه الله في مجلة المنار (6/ 607) في التعليق على أبيات الرافعي:
ضلة للفتى ومن تبعوه ... أشرق الصبح والقبور نيام
مسحته الجِنَّان أم مسخته ... وتولاه جُلْجُل أم عزام.
ولا دليل عليه في أي مرجع على حسب علمي .. والله أعلم.
فائدة في: الغول والسعالى والقطرب
قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (6/ 131):
الغول وجمعها أغوال، والسعلاة وجمعها السعالى، ضربان من الجن ونوع من شياطينهن، وقالوا: إنها تتصور صورا كثيرة في القفار أمام الرفاق وغيرها فتطول مرة وتصغر أخرى وتقبح مرة وتحسن أخرى، مرة في صورة بنات وبني آدم ومرة في صورة الدواب وغير ذلك. اهـ
وقال الدميري في حياة الحيوان (2/ 32):
السعلاة أخبث الغيلان وأشرها وهي كالمارد من الشياطين .. وقال: أن السعلاة ما يتراءى للناس في النهار والغول في الليل.
وربما اصطادها الذئب بالليل فأكلها وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركوني فإن الذئب أكلني. اهـ كلامه .. والله أعلم.
وفي المسند عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله r :
إن الأرض تطوي بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالآذان.
رواه أحمد 3/ 305 والنسائي في الكبرى 6/ 10791 وسنده صحيح.
وأما القطرب
فذكر ابن دريد: أن القطرب والقطروب ذكر الغيلان وفي أزد يسمون الكلاب الصغار القطارب.
وقال ثعلبٌ: القطرب دويبةٌ كثيرة الحركة وهو الصرصار.
وقال الدميري (2/ 348): طائر يجول الليل كله لا ينام، وقالوا: أجول من قطرب وأسهر من قطرب ..
وقال ابن سيده: إنه الذكر من السعالي، وقيل: هما صغار الجن، وقيل: القطارب صغار الكلاب واحدها قطرب، والقطرب دويبة لا تستريح نهارها سعياً. وقيل: القطرب حيوان يكون بالصعيد من أرض مصر يلهجون بذكره، يظهر للمنفرد من الناس، فربما صده عن نفسه إذا كان شجاعاً، وإلا لم ينته حتى ينكحه، فإذا نكحه دود دبره وهلك.
وهم إذا رأوا من ظهر له القطرب قالوا: أمنكوح أم مروع؟ فإن قال: منكوح أيسوا من حياته، وإن قال: مروع عالجوه. اهـ
حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول
أما ما رواه مسلم (2222) وأحمد (3/ 293) عن أبي الزبير عن جابر عن النبي r أنه قال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول.
ففي معنى قوله " ولا غول ": أن العرب كانت تزعم أن الغيلان في الفلوات - وهي جنس من الشياطين - تتراءى للناس وتتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل النبي r ذلك ..
وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها ..
وقالوا ومعنى لا غول: أي لا تستطيع أن تضل أحدا ..
قال أبو الزبير في آخر الحديث: الغول الشيطانة التي يقولون.
رواه أحمد 3/ 293 ومسلم 2222.
ومما يشهد أن الغول شيطان أو شيطانة حديث: إذا تغولت لكم الغول فنادوا بالأذان، فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص.
رواه الطبراني أوسط 7/ 256 والبزار 1247 عن الحسن عن سعد ولا يعرف له عن سعد سماع، ومثله في مسلم 389.
وأنشد كعب بن زهير في قصيدته بانت سعاد أمام النبي r ولم ينكر:
فما تدوم حال تكون بها ** كما تلون في أثوابها الغول.
رواه الحاكم 3/ 670 وصححه، ومن طريقه البيهقي في الكبرى 10/ 243.
وتفسير من يخطأ قول العرب أن الغيلان تفعل كذا وكذا، يرده قوله تعالى:
) كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ ([الأنعام-71]
قال ابن كثير وجمهور المفسرين: هم الغيلان، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها وهو يرى أنه في شيء فيصبح وقد رمته في هلكة .. وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا .. فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل .. اهـ
فقوله r : لا غول، ليس نفيا لوجودها بدليل الأحاديث التي مرت والتي أمر فيها بالآذان عند رؤية الغيلان ..
¥