تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط

المقصود بـ (محو الخطايا) أي (غفران الخطايا) وبعضهم قال هو على حقيقته فتمسح الملائكة الخطايا.

وظاهر الحديث أن جميع الخطايا تمحى، لكن رجحنا في بداية شرح الترمذي أن الجمهور ذهبوا إلى أن المقصود بالخطايا (صغائر الذنوب).

والأعمال التي تكفر الخطايا على قسمين:

1_ تكفر جميع الذنوب، كبيرة وصغيرة، ومن ذلك (الأعمال الصالحة الخاصة ببعض الناس) كمن شهد بدرًًًًًًا وكمن باع تحت الشجرة.

2_ الشهادة، فإنها تكفر جميع الخطايا إلا الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

3_ الأعمال الصالحة التي يشترك فيها جميع الناس، كالصلاة والصيام والزكاة، وهذه تكفر صغائر الذنوب، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بين إذا اجتنبت الكبائر) وذهب إليه الحافظ والنووي والخطابي وأبو حزم عمَّم.

وإسباغ الوضوء على المكاره: أن يتوضأ ويجد بردًا وألما ومشقة، فيسبغ.

ووردت أحاديث كثيرة في فضل الذهاب إلى المساجد.

وانتظار الصلاة بعد الصلاة: فقال بعضهم: يصلي المغرب ثم ينتظر العشاء وهكذا.

وهذا فيه نظر، لأن فيه مشقة، فلعل الأقرب أن يكون قلبُ الإنسان معلق في المساجد.

فذلكم الرباط (الملازمة على الثغور التي تواجه العدو) وذكر الترمذي رواية (فذلكم الرباط ذلكم الرباط فذلكم الرباط).

(تخريج الحديث)

أخرجه الإمام مسلم، ومالك، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، والبيهقي، وأحمد والنسائي.

وله إسناد آخر عند ابن ماجه: لكن فيه (يعقوب بن حميد وهو ضعيف) و (كثير بن زيد مختلف فيه) لكنه يقبل في الشواهد والمتابعات.

قال:

وفي الباب عن علي: أخرجه إسحاق بن راهويه، والحاكم، والبزار، وأبو يعلى وعبد بن حميد، وقال حدثنا صفوان بن عيسى عن الحارث بن عبد الرحمن عن سعيد عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد انتظار الصلاة بعد الصلاة يغفر الخطايا غسلًا)

والحارث بن عبد الرحمن (صدوق).

وعبد الله بن معور: أخرجه البخاري ومسلم، ومتنه فيه إسباغ الوضوء فقط.

وابن عباس: حدثنا سلمة بن شبيب و عبد بن حميد قالا حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة قال أحسبه في المنام فقال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال قلت لا قال فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت نعم قال في الكفارات والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون قال والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام.

وعَُبيدة بن عمرو: وفي رواية (عَبيدة بن عمرو).

(درجة الحديث)

في إسناده جهالة،

خولة بنت قيس: أخرجه الطبراني (وإسناده جيد)

وأنس: أخرجه البزار من طريق عاصم بن بهدلة عن أنس.

ولم يسمع عاصم من أنس، وعاصم من الطبقة السابعة، وهم الذين لم تثبت لهم رؤية عن الصحابة، فعلى هذا يكون الإسناد منقطع، وقد يتساهل ابن حجر، كشعبة بن الحجاج من الطبقة السابعة، ويقال: رأى بعض الصحابة، وجزماً لم يثبت له سماع من الصحابة.

الدرس الحادي عشر /

40 - باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير