تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم هذا ما قلته سابقا أن كتب التفسير لا تصلح لمعرفة عقيدة العلماء، قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: " الله نور السماوات والأرض ": هادي السماوات والأرض اهـ

فهل سنتهم عبد الله بن العباس رضي الله عنه بالتأويل؟

قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام ما يلي:

س5/ هذا سؤال مهم يقول ذكرت أن من مدارس تفسير أهل السنة تفسير الإمام البغوي، فما تعليلكم لاضطرابه في بعض آيات الصفات؟

ج/ هو لم يضطرب، ربما نقل تفسيرا ظاهره التأويل؛ لكن يحمل على أنه تفسير باللازم، وهذا ربما وقع في تفسير ابن كثير وتفاسير بعض أهل السنة فإنهم يذكرون المعنى المراد الذي يلزم من المعنى الأصلي، مثلا في قوله تعالى؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ؟ [فصلت:11]، يقول؟ اسْتَوَى؟ بمعنى قصد، ومعلوم أن الاستواء في اللغة وفي تفاسير السلف لا يكون بمعنى القصد؛ لكن هنا فسروا استوى بمعنى قصد لأنه عُدي بـ؟ إِلَى؟ والتعدية بـ؟ إِلَى؟ أفادت أنّ؟ اسْتَوَى؟ مضمّنة معنى فعل آخر يناسب التعدية بـ؟ إِلَى؟،؟ اسْتَوَى إِلَى؟ استوى معناها في اللغة في تفاسير السلف على،؟ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ؟ يعني استوى على السماء، فلم فسرت بالقصد هنا؟ فإن هذا التفسير لا يعد تأويلا لأنه تفسير باللازم لأن المعنى الأصلي معروف وإنما هذا المعنى الثاني؛ يعني لأن الكلمة استوى مثلا مضمنة مع المعنى الأصلي معنى قصَد، فَهُم لم يذكروا المعنى الأصلي لظهروه، وإنما ذكروا المعنى الثاني لأنه هو الذي يُحتاج إليه؛ لأن التعدية بحرف (إلى) مثلا في هذا الموضوع يدل على أن المحتاج إليه لم عُديت بـ؟ إِلَى؟، وهذا يسمى تفسير باللازم، والتفسير هذا لا ينفي المعنى الأول ولا يعد تأويلا، وإنما هو تفسير بلازم الإثبات.

فإذن يكون تفسير؟ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ؟ بقصد هذا تفسير باللازم.

والفرق بين التفسير باللازم والتفسير بالمطابقة هذا سيأتي إن شاء الله مفصلا في قاعدة شيخ الإسلام أو في المقدمة؛ وهو أن اللفظ له دلالات: دلالة بالمطابقة، ودلالة بالتضمن، ودلالة التزام، وهذا اللازم هو خارج عن اللفظ عن مطابقته وعما تضمنه ولكن قد يكون مضمنا إذا كان معدًّى بحرف يناسب الفعل الذي ضمن فيه مثل؟ اسْتَوَى إِلَى؟ استوى إلى إذا كانت بمعنى على فهي تكون معداة بـ: على. يعني (على) التي هي حرف جر كما قال جل وعلا؟ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى؟ [طه:5]،؟ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ؟ [الفرقان:59] استوى تعدى بـ (على)،؟ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ؟ [المؤمنون:28]، هذا بمعنى العلو، فإذا أُريد بأن يكون مع العلو معنى آخر ضُمِّن اللفظ الأول معنىً ءمعنى فعل آخرء ودُلّ عليه بتعديته بحرف جر يناسب المعنى الذي ليس بمطابقة اللفظ مثل هنا؟ اسْتَوَى إِلَى؟ لما عدى بحرف الجر (إلى) علمنا أنه ضُمن معنى قصد.

وهذا التفسير فيه إثبات للمعنى الأول فيكون المعنى (على) على السماء قاصدا إلى السماء، فليس نفي للمعنى الأول فيكون تأويلا أو تحريفا للكلم عن مواضعه وإنما فيه إثبات للمعنى الأول وإثبات معنى ثان دل عليه المقام

وهذا له نظائر التضمين له نظائر مثلا في قوله جل وعلا في سورة الحج؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ؟ [الحج:25]، قال؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ معلوم أن كلمة (أراد) تتعدى بنفسها يقال: أراد كذا، أراد الخير، أراد الشر،؟ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ؟ يعني من يرد الله هدايته، تتعدى بنفسها عدى أراد بحرف جر الذي هو الباء؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ لو كانت أراد بمعنى أراد المعروف لكانت التعدية بدون الباء: ومن يريد فيه إلحادا بظلم؛ لكن لما عداه بالباء دلّنا على أن أراد مع معناها الأصلي ضُمنت معنى فعل آخر يناسب هذا الحرف الذي عُدي به والي يناسب الباء هو الهم؛ لأنه يقال همّ بكذا، ولهذا كثيرون من أهل التفسير يقولون إن معنى قوله؟ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ؟ يعني من هم فيه بإلحاد، وهذا من خصائص مكة كما قرره ابن القيم مفصلا في أول الهدي النبوي يعني أول زاد المعاد، وهذا له نظائر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير